أسعار السوق السوداء.. فضيحة عدادات الكهرباء تثير غضب المواطنين في السودان

كشف ناشطون في ولاية الجزيرة عن تفاصيل مثيرة تتعلق بفساد مالي في بيع عدادات الكهرباء، حيث يتم بيع العدادات في السوق السوداء بقرية الكسمبر بمحلية الكاملين بأسعار تفوق السعر الرسمي بشكل كبير. ووفقًا للتقارير، يُباع عداد الخط الواحد بـ1200 جنيه رغم أن السعر الرسمي لا يتجاوز 735 جنيهًا، فيما يُباع عداد الثلاثة خطوط بـ2300 جنيه مقابل السعر الرسمي البالغ 1800 جنيه.

توريد غير قانوني ومخاوف من التلاعب

أفاد أحد الناشطين أن المبالغ المحصلة تُورّد إلى حساب شخصي لأحد المهندسين، رغم أن الهيئة القومية للكهرباء تمتلك حسابًا رسميًا مخصصًا لهذه المعاملات، ما يثير شبهات فساد واضحة في مكاتب الكهرباء المحلية.

انهيار الشبكة وتلف العدادات

وتأتي هذه التجاوزات في ظل فوضى في إدارة شبكة الكهرباء بعد اندلاع الحرب، حيث منعت شركة الكهرباء التوصيلات العشوائية وأمرت بفصل المنازل التي تم توصيلها مباشرة، في وقت تعرضت فيه أعمدة الكهرباء للتلف والانهيار، مما أدى إلى فقدان العدادات في عدد من المنازل.

شكاوى المواطنين من المماطلة والرسوم الباهظة

فتح هذا الملف الباب أمام المواطنين للكشف عن معاناة طويلة مع إدارات الكهرباء، حيث اشتكوا من المماطلة وعدم الاستجابة لطلبات التوصيل رغم دفع الرسوم. المواطن أحمد جعفر من عطبرة ذكر أنه دفع 180 ألف جنيه لطلب عداد، وبعد انتظار دام 10 أشهر، فوجئ بأن السعر ارتفع إلى مليون جنيه بعد المعاينة.

أما المواطن يوسف عبدون، فعبّر عن استيائه من أداء إدارة الكهرباء، واصفًا إياها بأنها “الأسوأ”، مشيرًا إلى أن الرسوم تُفرض بطريقة غير شرعية وتُحصّل من المواطنين دون شفافية، في ظل غياب الرقابة والمحاسبة.

وتثير هذه القضية تساؤلات واسعة حول مدى التزام الجهات المعنية بمعايير النزاهة والعدالة في تقديم الخدمات، وسط دعوات لفتح تحقيق رسمي ومحاسبة المتورطين في تجاوزات بيع العدادات.

المشهد السوداني