قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي، إن عناصر من التيار الإسلامي قاموا بإشعال الحرب، مشيراً إلى أنهم شعروا بالإقصاء من الاتفاق الإطاري، الذي كان قيد التفاوض حينها بين الأطراف المدنية والعسكرية.
وأوضح حميدتي ف كلمة أمام فعالية مجتمعية بمدينة نيالا بجنوب دارفور، أنه أيد الاتفاق بعد مشاورات أجراها مع قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، مؤكداً أن موقفه كان واضحاً منذ البداية: لا تراجع عن التسوية السياسية.
وانتقد ما وصفه بتلكؤ رئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، في إتمام بنود الاتفاق الإطاري، مشيراً إلى أنه كان يتأخر في مراجعة ورقة لا تتجاوز أربعة أسطر لأيام متتالية.
وأضاف أن المفاوضات وصلت إلى مرحلة متقدمة، لكن قيادة الجيش تحججت لاحقاً برفض بند دمج قوات الدعم السريع خلال فترة عشر سنوات، وهو ما اعتبره دقلو محاولة مكشوفة لعرقلة الاتفاق.
وكشف دقلو أن البرهان تغيب عن اجتماع كان مقرراً عقده في التاسعة مساءً، رغم أهمية التوقيت. وأوضح أنه انتظر أمام مقر القيادة حتى الساعة الثانية صباحاً قبل أن يغادر، مشيراً إلى أن البرهان لم يكن مريضاً كما ادعى، بل كان في اجتماع عسكري مغلق اتخذ فيه قراراً بمهاجمة معسكرات الدعم السريع خلال أربع ساعات.
وأضاف أن أربعة من قادة الوحدات العسكرية طلبوا من البرهان مهلة زمنية لتنفيذ الهجوم، وهو ما تم بالفعل عند بزوغ الفجر، حيث بدأت القوات الحكومية في محاصرة مواقع الدعم السريع وشن هجمات متزامنة.
وأماط اللثام عما وصفه بملابسات مقتل مدير عام قوات الشرطة، الفريق نصر الدين عبد الرحيم، الذي أعلنت وزارة الداخلية في وقت سابق أنه توفي إثر نوبة قلبية في عام 2023. دقلو نفى الرواية الرسمية، مؤكداً أن نصر الدين قُتل بعد رفضه المشاركة في الحرب، وأنه كان على وشك الانضمام إلى قوات الدعم السريع قبل ساعات من وفاته. واتهم البرهان بشكل مباشر بتصفية نصر الدين، معتبراً أن مقتله كان قراراً سياسياً هدفه منع انشقاق داخل المؤسسة الأمنية.
وفي المقابل، وجه انتقادات حادة للبرهان، قائلاً إنه كان يبكي خلال اتصالاته أثناء الحصار ويصرخ “الحقوني يا ناس، الذخيرة ضاربة فيني”. ووصفه بالجبان، مشيراً إلى أن نجاته كانت محض قدر، وليس نتيجة موقف عسكري صلب.