كمبالا، أوغندا – اختتم مجموعة من الشباب والشابات السودانيين، يمثلون ثوار ديسمبر والشبكات المدنية، “الملتقى التفاكري الشبابي للخروج من الحرب وبناء المستقبل” في العاصمة الأوغندية كمبالا (27 – 29 سبتمبر 2025)، بإصدار وثيقة بعنوان “إعلان الالتزام الشبابي السوداني”. وشدد المشاركون، القادمون من خلفيات فكرية ومناطقية متنوعة، على أن الحل المستدام للأزمة السودانية لا يمكن أن يتم عبر مفاوضات عسكرية، بل من خلال مشروع وطني ديمقراطي جامع يعيد تأسيس الدولة.
وأكد المشاركون أن ما دفعهم لعقد هذا الملتقى هو الأوضاع المأساوية التي يعيشها الشعب، وتهديدات وحدة الوطن، وتفشي خطابات الكراهية، واستهداف قيم ثورة ديسمبر، مشيرين إلى أن حرب 15 أبريل هي في جوهرها هجوم من قوى الثورة المضادة وصراع على النفوذ والسلطة.
ركزت المداولات في الملتقى على كيفية استعادة روح ثورة ديسمبر وطاقاتها، وأسفرت عن إعلان التزام الشباب بستة مبادئ أساسية كمدخل لإنهاء الحرب وبناء سودان جديد:
العمل على وقف الحرب فوراً: عبر نزع الشرعية عنها وعن كافة أطرافها، والعمل على وقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية آمنة. ودعا الإعلان إلى حل تفاوضي شامل يتضمن إعادة هيكلة جذرية للقطاع الأمني والعسكري وحل جميع المليشيات والتشكيلات المسلحة لتأسيس جيش وطني مهني موحّد يخضع للسلطة المدنية، مع إشراك حقيقي للشباب والنساء والمجتمعات القاعدية في مفاوضات السلام.
استعادة روح ديسمبر وطاقات ثوارها: من خلال توحيد الرؤى الشبابية، وبناء تحالفات مرنة وهياكل تنظيمية فاعلة، وفتح حوار قاعدي واسع.
إعادة تأسيس الدولة: على عقد اجتماعي جديد يرتكز على مبدأ المواطنة المتساوية والكاملة، وتبني نموذج فيدرالي تنموي تكاملي للحكم يضمن العدالة في توزيع السلطة والثروة، والفصل بين الدين والدولة والسلطات الثلاث.
تحقيق العدالة الانتقالية: لمعالجة أزمة الثقة وتهتك النسيج الاجتماعي، عبر آليات مستقلة لـكشف الحقيقة والمساءلة، وجبر أضرار الضحايا، وإصلاح المؤسسات الأمنية والقضائية بشكل جذري.
معالجة إشكالية التهميش: بضمان المواطنة المتساوية، والإصلاح الشامل لمنظومة التعليم، وضمان تمثيل كافة المكونات في صنع القرار، وتحقيق السيادة الشعبية على الموارد.
التصدي للعسكرة والتمليش: من خلال تفكيك اقتصاديات الحرب، ونزع السلاح من المليشيات، واستبعاد المؤسسة العسكرية عن الاقتصاد والحكم، وبناء جيش وطني موحد خاضع للسلطات المدنية، وابتدار مشروع سياسي مدني مضاد للعسكرة والتمليش.
وأكد الشباب السودانيون إيمانهم الراسخ بأن مستقبل البلاد يُبنى بإرادة أبنائه وبناته، مُجددين عهدهم بقيم الحرية والسلام والعدالة التي نادت بها ثورة ديسمبر، ومعلنين بدء مرحلة جديدة من العمل الجاد والمنظم.
صدر “إعلان الالتزام الشبابي السوداني” يوم الجمعة 3 أكتوبر 2025، بمشاركة 35 من الشابات والشباب في الملتقى.