آخر الأخبار

نحو منصة للهوية والإبداع في المهجر.. لندن تحتضن أول معرض كتاب سوداني

شارك

لندن – خاص
شهدت العاصمة البريطانية لندن مساء السبت، انطلاقة أول معرض كتاب سوداني من نوعه في المملكة المتحدة، وهو حدث وُصف بالعلامة الفارقة في المشهد الثقافي السوداني بالمهجر، حيث ألقى في مستهلّها وإنابة عن المؤلفين والمؤلفات، الدكتور عمر مصطفى شركيان كلمة ضافية.
واحتضن مقر Abrar House بحي بادينغتون فعالية المعرض الأول للمؤلفين والمؤلفات في المملكة المتحدة، التي انعقدت تحت شعار “مؤالفة أوثق بين المؤلف والكتاب والقارئ”، بمشاركة ما يقارب ثلاثين مؤلفاً ومؤلفة سودانيين مقيمين في بريطانيا، وحضور واسع من أبناء الجالية السودانية والمهتمين بالثقافة العربية والأفريقية، إلى جانب جاليات من العراق وإريتريا.

ووقّع المؤلفون والمؤلفات خلال المعرض، أعمالهم الجديدة وتبادلوا النقاش مع القراء في أجواء احتفائية تولّى فيها الأستاذ نميري حسين التقديم المميز للبرنامج، وأوضح المنظمون في مقدمة كتالوج المعرض أن الهدف من هذه المبادرة هو مد جسور التلاقي بين الإبداع والقراءة، وبين تجارب المؤلفين وفضول القراء.
وأكدوا أن المعرض يسعى إلى تشجيع عادة القراءة وفتح منصة للتواصل المباشر، حيث أتيح للزوار الاطلاع على أحدث الإصدارات واقتناؤها والانخراط في نقاشات ثرية مع أصحابها.
وأشار المهندس عبد الجبار دوسة، الذي تولى التنسيق والإشراف على الحدث منذ فكرته الأولى، إلى أن المعرض حقق هدفاً مهماً بجمع هذا العدد من المؤلفين والمؤلفات في مكان واحد، وهو ما شكّل منصة للقاء مباشر بين الكاتب والقارئ.
وأكد أن الدورات القادمة ستشهد المزيد من التطوير وتلافي بعض الإشكاليات التنظيمية، مشيداً بحجم الحضور والتفاعل الذي عكس تعطش الجمهور للكتاب السوداني.
وإلى جانب مساحة الحوارات الثنائية، تحوّل المعرض إلى ساحة للنقاش الفكري من خلال محاضرتين أساسيتين.
وقدم الدكتور صدقي كبلو الجلسة الأولى التي تناولت قضايا المؤلف والنشر، حيث تحدث فيها المهندس عماد البليك عن النشر الحديث عبر المنصات العالمية مثل “أمازون” وخدمات الطباعة حسب الطلب، مشدداً على أن النشر ليس مجرد طباعة بل عملية متكاملة للوصول بالكتاب إلى القارئ بأفضل صورة.
فيما استعرض الدكتور عبد السلام نور الدين تجربته مع النشر وإنشاء دار نشر في وقت سابق، مؤكداً على أهمية استمرار هذا النوع من النشر في حفظ الذاكرة الثقافية السودانية، ومشدداً على أن المؤلف يجب أن ينال التكريم الذي يليق به وأن تكون الكتابة جزءً من مصدر عيش للكاتب.
أما المحاضرة الثانية التي قدم لها الدكتور محمد الأنصاري، فقد خصصتها الدكتورة سعاد مصطفى موسى، فتحدثت فيها عن الرواية السودانية، حيث توقفت عند تجارب إبراهيم إسحق والطيب صالح، مؤكدة على أهمية أدب المرأة ودوره المتنامي في إثراء المشهد الأدبي.
واتسمت النقاشات التي أعقبت الجلسات بالثراء والتنوع، إذ تناولت مستقبل الكتاب السوداني وضرورة تأسيس نادٍ للكتاب يناقش الإصدارات الجديدة، إضافة إلى البحث عن آليات للنشر الجماعي، وإيجاد حلول لمشكلات النشر الفردي عبر التفكير في إنشاء دار للمؤلفين تُعنى بإصدار الكتب التي لم تر النور.
كما دعا المشاركون إلى تشجيع المسابقات الأدبية، وتوسيع الفعالية عاماً بعد عام لتصبح حدثاً يمتد إلى النطاق الأوروبي، مع التفكير في تأسيس اتحاد للكتاب السودانيين في المهجر والترويج للإبداع السوداني والاهتمام بالترجمة والوصول للأجيال الجديدة.
واختتمت الفعالية بتكريم الجاليتين العراقية والإريترية والفنان عمر إحساس الذي حضر المناسبة، إلى جانب تكريم المشاركين والمنظمين، قبل أن تلتقط الصور الجماعية التذكارية التي وثّقت هذه اللحظة الثقافية المميزة.
وأكد المنظمون أن النجاح الذي تحقق من حيث حجم المشاركة ونوعية الحوارات يجعل من المعرض بداية لمسار جديد يعزز الحضور الثقافي السوداني في الخارج، ويؤسس لمبادرات أكبر في المستقبل، بما يحول المعرض إلى منصة دائمة للتلاقي والإبداع، ويفتح آفاقاً واسعة للتعريف بالأدب والفكر السوداني في الفضاء الأوروبي والعالمي.

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا