آخر الأخبار

ثلاث ساعات هروب تحت القصف.. رحلة منال من قلب الفاشر إلى برّ النجاة

شارك

أكثر من ثلاث ساعات استغرقتها منال عبد الله وأطفالها، برفقة عدد من الأسر، لمغادرة مدينة الفاشر والوصول إلى شمالها مساء الخميس، وسط القصف المدفعي المتبادل بين الجيش السوداني وحلفائه من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى، بينما كانت الطائرات المسيّرة تحلّق فوق سماء المدينة.

تقول منال لـ”دارفور24″ إنها اضطرت لمغادرة الفاشر بعد توغل قوات الدعم السريع في حي الشرفة، القريب من قيادة الجيش وسط المدينة.

وتروي بأسى أن القصف المدفعي أصاب منزلهم يوم الأربعاء، ما أدى إلى تدمير إحدى الغرف وسيارة شقيقها التي كانت متوقفة منذ فترة طويلة.

وتضيف: “قررتُ الخروج مع بعض الأسر، متجهين شمال المدينة، وبرفقتي أطفالي. استغرقنا أكثر من ثلاث ساعات، لأننا كنا نختبئ كل بضعة أمتار خوفًا من القناصة.”

في الطريق الشمالي الشرقي، واجهت المجموعة أفرادًا من قوات الدعم السريع، حيث استجوبوهم بدقة، وجلدوا بعض الشباب المتهمين بالانتماء إلى القوة المشتركة، قبل أن يقتادوهم معهم.

وتقول منال إن عناصر الدعم السريع خاطبوهم بلهجة قاسية قائلين: “شبعتم من الأمباز، وانتهى أمركم، وتريدون الخروج في النهاية.”

وتتابع: كان عددنا 16 شخصًا خلال الرحلة الليلية، نُقلنا بعدها من بوابة مليط إلى بلدة طرة، واضطررنا لدفع مبلغ مالي مقابل السماح لنا بالوصول هناك. فُتحت شبكة “ستارلينك” للتواصل مع أقاربنا وطمأنتهم على وصولنا، كما أرسلوا لنا مبالغ لتغطية تكاليف النقل.

مكثت منال ثلاثة أيام في طُرة، ثم واصلت الرحلة عبر عربات “الكارو” إلى بلدة أم مراحيك شمال الفاشر، حيث أقامت يومين، قبل أن تصل أخيرًا إلى مدينة مليط على بُعد 65 كلم شمال الفاشر بسيارة لاندروفر.

وتصف منال ما شهدته من مآسٍ في الفاشر، مشيرة إلى أن المئات من سكان أحياء النصر والشرفة والكرانيك فرّوا إلى غرب المدينة في أوضاع إنسانية بالغة القسوة.

وتقول: “كنا نضطر لشرب مياه الأمطار، وتناول وجبة واحدة يوميًا، مع البحث في التكايا عن وجبة إضافية، غالبًا بلا جدوى.”

وتضيف بأسى: “رائحة الدم ومشاهد الموت أمام عيني جعلتني أفقد الإحساس بالحياة. فقدتُ ستة من أقربائي، ولم نجد كفنًا لدفنهم، فاضطررتُ لإحضار ملايات من خزانتي.”

وتشير منال إلى أن زوجها قُتل بقذيفة سقطت في سوق الفاشر في يونيو من العام الماضي، أثناء وجوده في متجره، واندلعت فجأة معارك شرسة في الجهة الشرقية من المدينة.

وتؤكد أن آلاف المدنيين ما زالوا عالقين في مراكز إيواء مزدحمة داخل الفاشر، يفتقرون إلى الطعام والمياه الصالحة للشرب، والأدوية، والمستلزمات الطبية، مضيفة أنهم “في أمسّ الحاجة إلى الخروج، لكن الطريق غير آمن.”

وتوضح أنها بقيت في المدينة حتى الخميس الماضي رغم المخاطر، بسبب ارتباط أسرتها وأقاربها بحي الشرفة منذ أكثر من 80 عامًا.

منال وصلت إلى مليط، وفي انتظار رحلة أخرى، عبّرت عنها هكذا: “أنتظر الذهاب إلى المجهول، فلا وجهة محددة مع أطفالي نتجه إليها.”

يُذكر أن قوات الدعم السريع تفرض حصارًا مشددًا على الفاشر منذ أبريل من العام الماضي، في محاولة للسيطرة عليها، باعتبارها آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور، بعد أن أحكمت سيطرتها خلال عام 2023 على قوات الجيش في نيالا وزالنجي والجنينة والضعين.

دارفور 24

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا