كشفت مصادر رفيعة في الاتحاد الأفريقي أن تحالف القوى الديمقراطية المدنية “صمود” طلب من الاتحاد الأفريقي إرجاء الحوار السياسي الذي كان مقرراً انطلاقه في السادس من أكتوبر المقبل، إلى موعد لاحق، مشدداً على أن الظروف الحالية لا تسمح بإطلاق أي عملية سياسية في ظل الأوضاع الميدانية والإنسانية المعقدة في السودان.
وقالت المصادر، إن تحالف “صمود” يرى أن أولوية السودانيين في هذه المرحلة هي لوقف إطلاق نار إنساني عاجل يتيح للمنظمات الدولية إدخال المساعدات الغذائية والطبية لملايين المحتاجين.
وحذرت من أن أي حوار سياسي يتم قبل تحقيق هدنة إنسانية سيكون محكوماً بالفشل، ما قد ينعكس سلباً على جهود السلام التي تقودها الآلية الرباعية. وأشارت إلى أن الاتحاد الأفريقي يدرس بالفعل تأجيل الحوار استناداً لهذه الرؤية.
وفي السياق ذاته، أكد مسؤول رفيع في تحالف “صمود” لـ”أفق جديد” أن الدعوة التي أطلقها الاتحاد الأفريقي شابتها إشكالات تتعلق بالتوقيت وقائمة المدعوين، مبيناً أن الاتحاد يريد قصر الحوار على “صمود” والكتلة الديمقراطية بحجة رفض مجموعة بورتسودان الجلوس مع تحالف “تأسيس”، في حين أنها لا تمانع الحوار مع “صمود”.
وأوضح المصدر أن أي اتفاق بين الكتلتين، حتى وإن تحقق بنسبة 100%، لن يكون كافياً لإنهاء الحرب، بل سيزيد من تعقيد الانقسامات السياسية. وأضاف أن موقف “صمود” يقوم على أن الأولوية القصوى الآن يجب أن تكون لوقف القتال وفتح الممرات الإنسانية أمام ملايين المدنيين العالقين في مناطق النزاع، حيث يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه، فضلاً عن تفشي الأمراض وارتفاع أعداد النازحين.
وأشار المصدر إلى أن الوضع في إقليم دارفور بلغ مستوى بالغ الخطورة، محذراً من أن مدينة الفاشر مقبلة على مجزرة وشيكة في حال استمرار معارك كسر الحالية للسيطرة عليها، لافتاً إلى أن المدينة تأوي مئات الآلاف من المدنيين والنازحين الذين قد يواجهون كارثة إنسانية غير مسبوقة إذا لم يتم التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وشدد المصدر على أن “صمود” لن يشارك في الحوار في ظل هذه الظروف، وطالب الاتحاد الأفريقي بتركيز جهوده على وقف الحرب وتخفيف معاناة السودانيين، باعتبار ذلك المدخل الوحيد لنجاح أي عملية سياسية مقبلة.
المصدر: أفق جديد