شهد مخيم أبو شوك للنازحين على أطراف مدينة الفاشر في إقليم دارفور غرب السودان، موجة نزوح لمئات الأسر إثر هجمات قوات الدعم السريع على المخيم، مما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا.
وأفادت مصادر محلية، أمس الأحد، بأن سكان المخيم فروا من جميع “المربعات”، وهي التسمية المحلية لأحياء المخيم، وسط دمار واسع طال المنازل وانعدام تام لوسائل النقل، مما اضطر آلاف النازحين إلى السير على الأقدام لمسافات طويلة.
وقال مسؤول الإعلام بغرفة طوارئ مخيم أبو شوك محمد آدم إن نحو 95 بالمئة من سكان المخيم اضطروا إلى الفرار جراء القصف المدفعي المكثف وتفاقم أزمة المياه وانعدام المواد الغذائية الأساسية.
ووفقا لشهود عيان، اندلعت اشتباكات عنيفة في الأيام الماضية عندما توغلت قوات الدعم السريع في المناطق المحيطة بالمخيم، ما دفع السكان للفرار إلى مناطق يُعتقد أنها أكثر أمانًا. وأكد الشهود سقوط قذائف هاون داخل أحياء المخيم المكتظة، ما تسبب في مقتل عدد من المدنيين وإشعال النيران في المنازل المبنية بالطين والقش، مع إفراغ سوق المخيم من الباعة تمامًا.
وفي حدث آخر، قالت مصادر طبية إن المستشفى الوحيد العامل في الفاشر استقبل السبت جثامين 5 مدنيين، بينهم الأمين العام لحكومة الولاية (نائب الوالي) محمداي عبد الله آدم خاطر وزوجته، اللذان قُتلا بمنزلهما في حي الدرجة الأولى إثر قصف بطائرة مسيّرة.
ويأتي هذا التصعيد في إطار النزاع المستمر للسيطرة على مدينة الفاشر، العاصمة الإدارية لولاية شمال دارفور، التي تعد أحد أبرز المعاقل التاريخية للجيش السوداني.
ويُعد مخيم أبو شوك من أكبر تجمعات النازحين في شمال دارفور، ويقع على بعد نحو 4 كيلومترات شمال مدينة الفاشر، وقد أنشئ في 20 أبريل 2004 ليكون مأوى مؤقتا للنازحين الفارين من النزاع الذي اندلع في دارفور عام 2003.