خاص الراكوبة
أثار قرار وزارة الإعلام السودانية القاضي بسحب ترخيص وإيقاف الإعلامية لينا يعقوب، مديرة مكتب قناتي العربية والحدث في السودان، جدلاً واسعاً وردود فعل متباينة على المستويين الرسمي والشعبي.
ففي حين اعتبر بعض الأطراف أن القرار جاء متأخراً، في ظل ما وصفوه بتجاوزات إعلامية وتنامي الغضب الرسمي من تغطيات القناتين للأحداث المتسارعة في البلاد، برزت أصوات أخرى رافضة ومناهضة له.
ورصدت منصات وموقع (الراكوبة) تباين المواقف داخل مجموعات التواصل الاجتماعي المؤثرة في صناعة الرأي العام، أبرزها مجموعة “الجمهورية” التي يديرها الإعلامي محمد جمال قندول، ورغم امتناع قندول عن التعليق، عبّرت شخصيات بارزة ضمن المجموعة عن تضامنها مع يعقوب، من بينهم السياسي مبارك أردول الذي انتقد القرار محذراً من تداعياته، إضافة إلى رئيس الجبهة الثورية – جناح الشمال محمد سيد أحمد الجكومي الذي أعلن رفضه الصريح للقرار وتضامنه المباشر مع الإعلامية.
وفي المقابل، انقسم الوسط الصحفي حيال القرار؛ إذ أبدى بعض الصحفيين ترحيبهم به وأكدوا دعمهم لوزارة الإعلام، بل ذهب بعضهم إلى القول إن يعقوب لن تتأثر بالإيقاف نظراً لما يتقاضاه من راتب كبير، بينما تبنّى إعلاميون آخرون موقفاً مغايراً، حيث أعلن رئيس تحرير صحيفة السوداني عطاف محمد مختار، والإعلامي ضياء الدين بلال، وآخرون تضامنهم مع يعقوب، مشيدين بمستواها المهني ومؤكدين أنها تمارس دورها الإعلامي في إطار رسالة مهنية بعيدة عن الاستهداف الشخصي.
وعلمت (الراكوبة) من مصادر مطلعة أن وزير الإعلام خالد الأعيسر تلقى اتصالات هاتفية من مقربين، أعلن خلالها تحفظه على القرار وما يترتب عليه من تبعات، مشيراً إلى أنه وإن كان لديه ملاحظات سابقة على بعض التغطيات الإعلامية للقنوات الأجنبية، إلا أنه يرفض استهداف الصحفيين على المستوى الشخصي.
وفي السياق ذاته، نفى مصدر في المخابرات العامة أي صلة للجهاز بالقرار، مؤكداً أن وزارة الإعلام لم تشاورهم فيه على المستوى الأمني.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر مقربة أن الإعلامية لينا يعقوب استقبلت ببرود، قرار وزارة الإعلام السودانية أثناء وجودها في مقر إقامتها بالعاصمة السعودية الرياض، حيث تتواجد في مهمة عمل بالمكتب الرئيسي للقناة، وأوضحت ذات المصادر أنها أكدت لمقربين اتصلوا بها لدعمها ومساندتها، أنها لا تعتزم في الوقت الراهن اتخاذ أي خطوات مضادة تجاه القرار، مفضلة التريث إلى حين استكمال ارتباطاتها الخاصة.
ويُذكر أن الوسطين الإعلامي والسياسي يترقبان حدثاً اجتماعياً بارزاً، بعد أن أكملت لينا يعقوب كافة الترتيبات الخاصة بزواجها من الإعلامي أحمد العربي، والمقرر إقامته بعد أقل من شهر (18 اكتوبر المقبل) وهو ما يتوقع أن يحظى باهتمام واسع وردود أفعال كبيرة.
وفسرت مصادر أخرى ان جزء من أسباب القرار هو تغيير اهتمام الشارع من التركيز على فشل زيارة رئيس الوزراء والوفد المرافق له ومن بينه وزير الإعلام خالد الاعيسر في محاولة لتغيير موجة الانتقادات والهحوم حد السخرية الذي أعقب الزيارة وفي نفس الوقت تقديم رسالة غير مباشرة للسعودية من خلال الموقف الحكومي ضد القناتين السعوديتين (العربية والحدث)، نظراً لصعوبة توجيه انتقادات مباشرة للسعودية في تعاملها مع وفد رئيس الوزراء.