تتفاقم الأزمة الصحية المتعلقة بسوء التغذية بين الأطفال في مدينة الدلنج، وسط عجز واضح في توفير المواد العلاجية اللازمة، وفق ما أفاد به مصدر طبي من القطاع الصحي المحلي.
وأشار المصدر، إلى أن عدداً من الأطفال المصابين لم يتمكنوا من الحصول على الأغذية العلاجية رغم وصول شحنة مخصصة لهذا الغرض قبل أيام.
وكانت قافلة تحمل مواد غذائية علاجية للأطفال قد وصلت إلى المدينة في الرابع والعشرين من أغسطس الماضي، مقدمة من منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، في خطوة اعتُبرت بمثابة انفراجة محدودة في ظل الظروف الإنسانية القاسية التي تعيشها الدلنج منذ أشهر، نتيجة الحصار ونقص الإمدادات الحيوية. إلا أن توزيع هذه المواد لم يشمل سوى خمسة مراكز صحية فقط، تخضع لإشراف منظمة “قول”، ما ترك عشرات الوحدات والمراكز الأخرى دون دعم، رغم رصد حالات إصابة متزايدة فيها.
وبحسب ما نقلته إدارة الخدمات الصحية لموقع “دارفور24″، فإن نحو 202 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد والوخيم، تم تسجيلهم في مراكز ووحدات صحية لا تتلقى أي دعم من منظمة “قول”، التي تسلمت كامل الشحنة المقدمة من “يونيسف”.
وأوضح المصدر أن المراكز غير المدعومة تشمل وحدة الشيماء، وحدة التكمة، وحدة الشرطة، مركز التقانة جنوب حي التومات، مركز وسط الحي، مركز حي الودي، ومستشفى الدلنج التعليمي، وهي جميعها خارج نطاق التوزيع الحالي.
وأشار إلى أن عدد الأطفال المصابين ارتفع بشكل ملحوظ عقب وصول الشحنات، مما دفع المشرفين إلى وقف عمليات التسجيل الجديدة بسبب عدم كفاية المواد المتوفرة لتغطية الاحتياجات المتزايدة.
ولفت إلى أن منظمة “قول” تشرف حالياً على خمسة مراكز فقط، هي مركز منظمة تراث وسط المدينة، مركز جامعة الدلنج، مركز حي الصفا، مركز حي التومات، ومركز المرافيد، بينما توقفت أربعة مراكز أخرى كانت تتلقى الدعم من منظمات مثل “وورلد فيجن” ومنظمة رعاية الطفولة الدولية، نتيجة لانقطاع الإمدادات.
وأكد المصدر أن وجود تسعة مراكز وثلاث وحدات صحية في المدينة، منها خمسة فقط مدعومة، يجعل الحصول على العلاج الغذائي للأطفال المصابين بسوء التغذية مرهوناً بالوصول إلى هذه المراكز المحدودة، ما يقلص فرص الاستجابة ويهدد بتفاقم الأزمة.
وأضاف أن الكميات المتوفرة حالياً قد لا تكفي لفترات طويلة، خاصة إذا تم دمج المراكز غير المدعومة ضمن خطة التوزيع، وهو ما ينذر بزيادة حدة الأزمة الصحية.
وحذر المصدر من تكرار سيناريو سابق شهدته المدينة في نوفمبر 2014، حين أدى توقف الإمدادات الغذائية العلاجية إلى ارتفاع كبير في معدلات الإصابة، مشيراً إلى أن توجيه الشحنات الأخيرة إلى خمسة مراكز فقط دون غيرها قد يعيد إنتاج الأزمة بشكل أكثر حدة.
وتشير تقديرات رسمية إلى أن أكثر من 63 ألف طفل في ولاية جنوب كردفان يعانون من سوء التغذية الحاد، من بينهم أكثر من 10 آلاف طفل في حالة حرجة.
ووفقاً لمنظمة “يونيسف”، فإن الإمدادات التي أرسلتها إلى الدلنج وكادقلي تضمنت 6,300 كرتونة من الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام، وُجهت لتغطية احتياجات المناطق المستهدفة لمدة تزيد عن ستة أشهر، إلا أن محدودية التوزيع وعدم شمول كافة المراكز الصحية يثيران مخاوف من تفاقم الأزمة في المدى القريب.