أرجع عدد من الخبراء العلميين، حالات النفوق الجماعي للفئران التي سُجلت في ولاية الجزيرة ومناطق أخرى إلى مجموعة من العوامل البيئية المعقدة، التي ترتبط بشكل وثيق بالآثار المترتبة على النزاع المسلح الدائر في البلاد.
وقد شدد هؤلاء المختصون على ضرورة إجراء تحقيق علمي شامل لتحديد الأسباب الدقيقة لهذه الظاهرة، التي أثارت قلقاً واسعاً في الأوساط الصحية والبيئية.
ونقلت صحيفة “التغيير”عن الدكتور البيطري أحمد حسين الجاك بخيت توضيحاً قال فيه:” أن حالات النفوق تستدعي دراسات معمقة، مؤكداً أن الفئران لا تُعد من الحاضنات الطبيعية لأمراض مثل الملاريا أو حمى الضنك.
وأشار إلى احتمالية وجود تأثير مباشر للمخلفات الحربية والذخائر الملوثة، مبيناً أن درجة التلوث تختلف باختلاف نوع السلاح المستخدم، إلى جانب وجود مواد سامة تُستعمل في عمليات التعدين عن الذهب، مثل الزئبق، والتي قد تكون قد تسربت إلى البيئة المحيطة.
وأضاف أن التعامل مع هذه الظاهرة يتطلب التريث، حتى تتمكن فرق التقصي البيطرية من إجراء عمليات التشريح وجمع العينات اللازمة وفحصها في المختبرات المختصة لتحديد المسبب الحقيقي بدقة علمية.
من جانبه، قدم الدكتور أسامة سيد أحمد حسين، الكيميائي في مركز “تدبّر” للبحث العلمي، تحليلاً مفصلاً حول أسباب نفوق الفئران، موضحاً أن هذه الأسباب متعددة ومترابطة، وترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بالعمليات العسكرية الجارية بين القوات المسلحة والدعم السريع.
وفي مقال نشره عبر الإنترنت، أشار حسين إلى أن أبرز العوامل تشمل التلوث الكيميائي الناتج عن تفجير القذائف والصواريخ، وما خلفته من مركبات سامة في التربة ومصادر المياه، إلى جانب الحرائق التي طالت المباني والغابات، والتي أطلقت جزيئات مسرطنة ساهمت في تسمم الكائنات الحية.
إدراك