جددت حكومة جنوب أفريقيا دعوتها لإنهاء النزاع فورًا واستئناف محادثات جادة وصادقة لإنهاء الصراع.
وادنت الهجوم الوحشي الأخير على الفاشر المحاصرة منذ أكثر من 500 يوم، مشيرة إلى التقارير التي أفادت بقصف مدفعي ثقيل على أحياء مكتظة بالسكان، بما في ذلك السوق المركزي وأولاد الريف، مما أسفر عن مقتل حوالي 24 شخصًا وإصابة 55 آخرين، من بينهم خمس نساء.
وقالت ان ما حدث يُعد مثالاً آخر على الفظائع العديدة التي عاناها المدنيون.
وأضافت:” لا يسعنا إلا التأكيد على الحاجة المُلِحّة لإنهاء هذا الصراع الذي تُرتكب فيه انتهاكاتٌ عشوائيةٌ لحقوق الإنسان يوميًا. ورغم جهود الوساطة العديدة، التي لم تُسفر بعد عن حلٍّ سلمي، يبقى دور الهيئات متعددة الأطراف والإقليمية والمبادرات الأخرى ذا أهمية، ويجب مواصلة العمل بلا كلل لتحقيق هذا الهدف”.
وأعلنت وزارة العلاقات الخارجية والتعاون الدولي في جنوب أفريقيا في بيان، تضامنها مع شعب السودان، وخاصة النساء والأطفال، الذين لا يزالون يعانون من ويلات هذه الحرب. ويُشكل هذا الصراع المُطوّل تهديدًا خطيرًا لاستقرار السودان وازدهاره الاقتصادي، والمنطقة ككل، حيث تفاقمت آثاره الجانبية، بما في ذلك الأزمة الإنسانية وأزمة اللاجئين.
ودعت جنوب أفريقيا جميع أطراف النزاع إلى احترام القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي الذي يهدف إلى حماية المدنيين، وخاصة النساء والأطفال.
وحثّت الأطراف على إتاحة الوصول لتوزيع المساعدات الإنسانية، وتوفير الدعم الطبي الضروري للمحتاجين، لا سيما في الفاشر.
وأضاف البيان: “لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للصراع، والذي يجب حله بطريقة سلمية على أساس حوار شامل يملكه ويقوده السودانيون، مما يمهد الطريق لعملية انتقال سلمية حيث يمكن لحكومة ديمقراطية بقيادة مدنية أن تقود البلاد نحو الانسجام والمصالحة وإعادة التنمية”.
وأكدت جنوب أفريقيا دعمها الكامل لجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، رمضان لعمامرة، والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد)، لتعزيز النهاية السلمية للصراع من خلال الوساطة والحوار الذي يضمن أن يتمكن شعب السودان من التمتع بالسلام والحرية المستدامة.
وتابع البيان:” ان هذا الموقف يتماشى مع السياسة الخارجية الراسخة لجنوب أفريقيا في تعزيز السلام والاستقرار في القارة الأفريقية، والمتجذرة في تاريخها الطويل في الانتقال التفاوضي من نظام الفصل العنصري. وبصفتها عضوًا في الاتحاد الأفريقي ومؤيدًا للحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية، دأبت بريتوريا على الدعوة إلى الحوار في صراعات مثل السودان. وفي الأشهر الأخيرة، استضافت جنوب أفريقيا وفودًا سودانية لإجراء محادثات، ودعمت منصات الوساطة التي يقودها الاتحاد الأفريقي.