وصف وزير الخارجية السوداني الأسبق عمر قمر الدين إسماعيل الحكومتين القائمتين في بورتسودان ونيالا بأنهما “غير شرعيتين”. وجاء ذلك في مقابلة مع برنامج “بصراحة” على راديو دبنقا يوم الجمعة.
وأوضح قمر الدين أن حكومة بورتسودان نشأت عن الانقلاب الذي سبق الحرب، واستمرت في ظروفها، بينما تشكلت حكومة “تأسيس” في نيالا نتيجة للحرب دون تفويض شعبي. وقال: “كلا الحكومتين غير شرعيتين، وأي حكومة أخرى لا تأتي بتفويض من الشعب السوداني ستعتبر غير شرعية”.
وفي خواتيم الشهر الماضي أعلن تحالف “تأسيس” عن تشكيل حكومة موازية في نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، برئاسة محمد حسن التعايشي لمجلس الوزراء، وحميدتي رئيساً، والحلو نائباً له. وقد أدى أعضاء المجلس الرئاسي القسم يوم السبت الماضي.
قوبلت هذه الحكومة برفض إقليمي ودولي واسع، حيث أكد مجلس السلم والأمن الأفريقي ومجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية عدم الاعتراف بها.
“هل ستحكم مقابر وجثث؟”أكد قمر الدين، الذي شغل منصب وزير الخارجية في حكومة حمدوك الانتقالية، أن تشكيل أي حكومة في ظل الحرب الدائرة “غير منطقي”. وتابع: “من ستحكم الآن؟ هل ستحكم مقابر وجثث؟ هذه مسألة غير منطقية”.
وشدد على أن الأولوية القصوى هي وقف الحرب، وبعدها يمكن للسودانيين، إذا أرادوا، التفكير في حلول سياسية مثل وجود حكومتين في بلد واحد، كما حدث في اتفاق نيفاشا للسلام.
أشار الوزير الأسبق إلى أهمية التحرك الدولي لوقف الحرب، وتفعيل مسار “ترامب والرباعية” الذي يضم الولايات المتحدة، والسعودية، ومصر، والإمارات. رغم ذلك، أعرب عن قلقه من غياب أي تمثيل سوداني، سواء من الحكومة أو الدعم السريع أو الجانب المدني.
وقال: “غياب التمثيل السوداني يجعل أي اتفاق محتمل لوقف الحرب قائماً على الإملاءات أو التهديدات، ولن يكون قابلاً للتطبيق أو الاستدامة، وسيكون عرضة للانفجار في أي وقت”.
ودعا إلى ضرورة وجود “تحالف من الراغبين في وقف الحرب” من الأطراف السودانية المختلفة لضمان تمثيل حقيقي وفعال في المفاوضات.
طالب قمر الدين المجتمع الدولي بزيادة الضغط على طرفي الصراع وإجبارهما على وقف القتال فوراً، وذلك عبر:
وأكد أن استمرار الحرب يمثل تهديداً للأمن والسلم الدوليين، وأن الوضع الإنساني الكارثي في دارفور وكردفان بات يهدد وجود السودان ككيان.
تطرق قمر الدين إلى الوضع الإنساني المأساوي في دارفور، خاصة في مدينة الفاشر المحاصرة، حيث يعاني المدنيون من الجوع الشديد، لدرجة أن بعضهم يضطر لأكل علف الحيوانات. وأوضح أن القصف الجوي واستهداف المدنيين، بالإضافة إلى انقطاع المساعدات، تسبب في ارتفاع معدلات المجاعة والأمراض المعدية مثل الكوليرا.
كما وصف الوضع في كردفان بأنه لا يقل سوءاً، حيث تستمر العمليات القتالية في مناطق مختلفة، مما أدى إلى نزوح آلاف المدنيين وحصار مدن كادقلي والدلنج.