آخر الأخبار

رواج أسواق المياه في السودان... والمليشيات تتعمّد تخريب المحطات

شارك

تتكرر أزمة عطش السودانيين سنوياً في فصل الصيف، وتتراءى مشاهد نقل المياه من نهر النيل والآبار عبر الدواب والعربات، في وقت يشهد فيه السودان انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي المغذي للمحطات الناقلة للمياه التي تعرّض الكثير منها للتخريب على أيدي مليشيات الدعم السريع، حسب تصريحات حكومية.

وفي ظل هذه الأزمة تجد سوق بيع المياه رواجاً كبيراً خلال الفترة الأخيرة، إذ تقفز الأسعار إلى أرقام كبيرة، رغم تعدد مصادر المياه من النيل والآبار الجوفية.
وفي هذا السياق، تقول المواطنة زينب مهدي، لـ”العربي الجديد”: نلاحظ أن خطوط المياه تصل إلى بعض الأحياء وتحرم منها أحياء أخرى، ما يصعّب من معيشتنا لأننا نضطر إلى الشراء بأسعار أعلى. أما الموظف حسن عبد القادر فيقول لـ”العربي الجديد”: تأتي أحياناً المياه بصورة ضعيفة، ومن خلال الاستعانة بـ”الموتور”، ونظل نسهر عليها حتى الساعات الأولى من الصباح مما يشكل عبئاً ثقيلاً على التزاماتنا.

وتوضح ربة منزل، ست الحسان أحمد، لـ”العربي الجديد”: في فصل الصيف لم نسمع صوت مواسير المياه، ومع ذلك ندفع فاتورتها كاملة لأنها مرتبطة بفاتورة الكهرباء الشهرية، وهذا يسبب لنا فجوة في المصروفات.

وتؤكد المواطنة أن عربة “الكارو” التي تحمل برميلين تباع بـ70 ألف جنيه، ولا تكفي استهلاك الأسرة في اليوم، وذلك يشكل عبئاً على دخل الأسرة البسيط، والذي لا يتعدى 200 ألف جنيه شهرياً (الدولار = نحو 3270 جنيهاً). وتتجدد سنوياً مشكلة مياه الشرب في العاصمة الخرطوم عبر انقطاعها عن كل الأحياء في مدنها الثلاث (أم درمان، الخرطوم، بحري) وبعض الولايات، وتجري معالجات وقتية، حيث أشار مختصون لـ”العربي الجديد” إلى أن شبكات المياه قديمة ودون المواصفات، ودعت إلى ضرورة تغيير الشبكات أولاً، ومن ثم الحديث عن إمداد المياه.

ويصل سعر برميل المياه إلى أكثر من 40 ألف جنيه في بعض المناطق، ويتجاوز في أخرى 70 ألف جنيه مع انقطاع المياه في الشبكات الناقلة داخل المدن التي ربما تمتد إلى معظم أشهر فترة الصيف من يوليو/ تموز حتى أكتوبر/ تشرين الأول.
وتظهر ملامح العطش القادم بوضوح في مدن وقرى كثيرة في السودان، وبينها العاصمة الخرطوم، التي تعاني أحياء كثيرة فيها من أزمات دائمة في الحصول على المياه الصالحة للشرب، في وقت تبلغ نسبة المياه المستغلة من المصادر الجوفية حوالي 60% في مقابل 40% من المصادر النيلية، حسب مسؤولين شكوا من ضعف التمويل لإنشاء محطات نيلية توفر مزيداً من مخزون المياه.

وتشير دراسات صادرة عن وزارة الري والموارد المائية إلى أن أكثر من 60% من سكان السودان يعتمدون على المياه الجوفية مصدراً رئيسياً للمياه، والمقدرة بـ900 مليار متر مكعب من المياه النقية، ضمن الحوض النوبي وحوض أم روابة غرب البلاد. ويزداد القلق في السودان، يوماً بعد يوم، مع استمرار التحذيرات من نضوب المياه الجوفية والتخريب الكبير الذي مارسته مليشيات الدعم السريع بالمحطات النيلية والآبار الجوفية. وتصف مصادر مسؤولة لـ”العربي الجديد” ما تعرضت له مصادر المياه في المدن والأرياف بالسودان بـ”العمل الإجرامي الممنهج”، موضحة أن مليشيات الدعم السريع تعمّدت تدمير محطات المياه الرئيسية والمعامل والخطوط الناقلة، حتى تكون إعادة تأهيل قطاع المياه مكلفة للغاية للدولة.

وفي وقت سابق، كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، عن تضرر 70% من مرافق المياه في 13 ولاية من أصل 18، جراء تدمير البنية التحتية، وقالت في بيان سابق إن النزاع دمّر البنية التحتية للمياه، ما أثر بعمل مرافق المياه بنسبة 70% بسبب الأضرار الجزئية أو الكاملة. خبير السدود والمياه الصادق شرفي أرجع أسباب أزمة المياه إلى الضخ المباشر بدون إجراء اختبار، وإهمال فكرة الخزانات العلوية، وإقامة الآبار العشوائية، فضلاً عن عدم تجديد الشبكات، وتخريب الكثير من المحطات أثناء الحرب.

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا