في متابعة التقدم الذي أشار إليه الاجتماع السري جمع الجنرال البرهان بوفد الأمريكي في سويسرا لبحث بيروت السودانية، امتلأت وسائل الإعلام ومنصات التواصل بالآراء والتكهنات حول ما قد تمخض عنه اللقاء. وفي غياب غياب المعلومات، تظل هذه التحليلات مجرد إبداعات يكتبها كل شخص وفق ما سيحصل عليه، أو يتم ناه، أو يذّر منه.
أخذنا بنظرية أسوأ الفروض”، الأفضل أن نميل إلى القراءات التي تحذر من نتائج هذا اللقاء، وفي أذهاننا ميكافيلية الأمريكان والكيزان، والإبرة التي يخفيها البرهان.
في هذا السياق، هناك مقال بعنوان (هل زيارة البرهان إلى سويسرا المشاركين مع قطر؟)، حيث يقول الكاتب: (هذه الزيارة في باطنها شبكة تداخلات أكثرية ومحلية معقّدة، وخلفها جماعة الإخوان المسلمين السودانية “الكيزان”.)
بالإضافة إلى أن الزيارة تمت بتكوين دولة قطر التي قامت قامت وتأمين، المعارضة (تُعرف بعلاقاتها الاستراتيجية مع جماعة الإخوان المسلمين في مختلف الدول، بما في ذلك السودان.) ويرى أن لا تتضمن قطر يأتي “في إطار محاولة البساط من المركبة التي ربما تدعم مساراً لا يشمل ذلك الإسلاميين”.
ويتابع الكاتب: (قطر هناك لتأمين عودة حلفائهم عبر نافذة النافذة، مستغلة انقسام القوى المدنية).
وقال الكاتب “الكيزاني” للزيارة، بحسب المقال، هو أن (الوفد الشامل للبرهان يضم عناصر من جهاز الاستخبارات السودانية العامة، وهو الجهاز الذي ظل يمارس التنظيم الإسلامي اليوم).
كما يشير المقال إلى أن (ما يهم الكيزان هو إلغاء هذا الاجتماع لتقديم البرهان كرجل المرحلة” الذي يجب دعمه، ما يشمل بما في ذلك الحرب، وإبعاد الدعم السريع، وفي الوقت نفسه يتم ضبطهم داخل مظلة الدولة “السلام” التي يوجهون لها.)
بالإضافة إلى: (زيارة سويسرا تأتي ضمن غرض البرهان المستميتة كما في السلطة، ولو بالتحالف مع أي جهة).
هذه القراءة يسندها ما نقله رئيس تحرير صحيفة “التيار”، الأستاذ عثمان ميرغني، أن مجلس الأمن والدفاع السوداني وافق على العمل الجماعي في 9 أغسطس الحالي على لقاء رئيس مجلس السيادة مع الرئيس الأمريكي.
إذا وصلنا إلى هذه الفرضية، على الأقل من نظرية أسوأ الفروض، نجد أن القوى المدنية السودانية، حتى هذه اللحظة، لا تزال مشغولة بما فيها حقوق النسخ والحزبية والشخصية، إلا حالها كحال “ديك المسلمية”: (يعوعي وصلتو في النار .)
هيلي من قصة الملاك، فقط تسليط الضوء على الضوء، وبقوة، على حالة الغفلة التي تخصصها بالكامل، مع أكيد يعترف بها ويقدرها الجميع.