كشف عضو مجلس السيادة الشرعي وعضو قيادة قطر السودان في حزب البعث العربي الاشتراكي الأصل البروفيسور صديق تاور عن وضع إنساني كارثي يعيشه المدنيون المحاصرون في كل من كادقلي، الدلنج، الأبيض، أبو زبد، والدبيبات، وأطلق نداء إنساني عاجل بضرورة فك الحصار عن تلك المناطق وإدخال الغذاء والدواء للمواطنين، مشيراً إلى خطورة الوضع لدرجة انعدام الذرة بمدينة كادقلي لخمسة أيام على التوالي، وتوقف المطابخ والتكايا لعدم وجود مواد غذائية حتى وإن توفر المال.
وعزا تاور خلال حديثه في الندوة الإسفيرية للتنسيقية النسوية الموحدة حول الوضع الإنساني وفك الحصار عن مناطق كادقلي، الدلنج، الأبيض، أبو زبد، والدبيبات، تأزم الأوضاع لتلاعب الأجهزة الأمنية وضباط الجيش في أسعار المواد الغذائية بالتعاون مع التجار، الأمر الذي تسبب في حالة الانفلات الأخيرة وقام المواطنون بمهاجمة السوق وكسر المخازن.
إلى جانب ذلك، قال تاور إن مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان من المناطق الأولى التي انتقلت إليها الحرب بعد العاصمة الخرطوم نسبة لأهميتها الاستراتيجية، ما كان له انعكاسات كبيرة على المناطق المجاورة لها بسبب موجات النزوح الكبيرة التي شهدتها المدن الآمنة في ذلك الوقت مثل كادقلي، وأضاف: “ثم دخلت الحركة الشعبية كطرف ثالث في الح.رب بمهاجمتها للطريق الغربي، وخاطبنا قيادة الحركة الشعبية بعدم توسيع دائرة الحرب، إلا أن أطراف الحرب الثلاثة كانت متمسكة بمصالحها، وتعقد الأمر أكثر من ذلك، ودخلت مدينة كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان في عزلة وحصار تام، وأصبح من غير الممكن الدخول أو الخروج منها وإدخال الغذاء والدواء وغاز الطبخ إليها”.
من جانبه، تحدث القيادي في المجتمع المدني والناشط في مجال السلام وفض النزاعات عبد الجليل الباشا عن الواقع الأمني في تلك المناطق المحاصرة، وقال إن ولاية شمال كردفان بها ثماني محليات يسيطر الجيش على ثلاث منها: الأبيض، الرهد، أم روابة، ويسيطر الدعم السريع على خمس محليات هي: بارا، غرب بارا، جبرة الشيخ، سودري، أم دم. كما تسيطر قوات الد.عم الس.ريع على معظم ولاية غرب كردفان التي تتكون من أربع عشرة محلية، عدا هجليج وبابنوسة الخاضعتين لسيطرة الجيش.
ولفت إلى أن ولاية جنوب كردفان تعيش وضعاً مختلفاً لوجود ثلاث حكومات بها، حيث تخضع منطقة الدبيبات لسيطرة الد.عم الس.ريع، والدلنج تحت سيطرة الجيش، وما بعد الدلنج تتبع لسيطرة الحركة الشعبية. وقال: “إن هذا الوضع وسط كر وفر الأطراف المتحاربة تسبب في واقع اقتصادي سيئ، نظراً لاعتماد المواطنين بكردفان الكبرى على الزراعة والرعي، وتأثر هذا النشاط الاقتصادي بانعدام الأمن، وبالتالي ارتفاع أسعار السلع الغذائية، وتوقف مرتبات العاملين، وانتشار البطالة”.
وحمل الباشا حكومة ولاية جنوب كردفان مسؤولية المجاعة الكارثية التي يعيشها المدنيون بالولاية، لعدم اتخاذها أي إجراءات احترازية مثل شراء الحبوب وتخزينها، وإيقافها عدداً من المنظمات الإنسانية، وعدم حسم التجار وضباط الجيش المتحكمين في السوق.
ونادى بضرورة وقف الح.رب أولاً باعتبارها السبب لكل تلك الانتهاكات والأوضاع الإنسانية الكارثية، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وضرورة أن يلعب المجتمع الدولي دوراً في الضغط على الأطراف المتحاربة من أجل فتح الممرات الإنسانية عاجلاً.
الهدف