آخر الأخبار

السودان يفقد 37% من إنتاج الكهرباء بسبب الحرب

شارك

رسم خبراء ومختصون صورة قاتمة لقطاع الكهرباء في السودان عقب التدمير الكبير الذي أصاب المحطات ومحولات وكوابل الكهرباء من جانب قوات الدعم السريع، وقدر خبراء إجمالي الخسائر بنحو خمسة مليارات دولار. وقالوا إن القطاع فقد أكثر من 37% من الطاقة المنتجة، في وقت تحتاج عمليات الصيانة بين تسعة وعشرة أشهر إذا توفر التمويل اللازم لعمليات الصيانة وإعادة التأهيل.
ولا تزال الكهرباء تواصل انقطاعها في ظل برمجة قاسية على المواطن في وقت ترتفع درجات الحرارة إلى أكثر من 45 درجة يوميا فيما تعيش مناطق متعددة في ظلام تام.

وقدرت إدارة الكهرباء (الهيئة الوطنية للكهرباء) أطوال الخطوط المتعطلة بحوالي 150 ألف كيلو متر تم تخريبها من قوات الدعم السريع إبان وجودها داخل العاصمة الخرطوم. ويقول المختص بشؤون الكهرباء عبد الرحمن النور لـ”العربي الجديد” إن التقديرات الأولية تشير إلى أن الشبكة القومية للكهرباء في السودان فقدت نحو 15 ألف محول بسعات مختلفة، تم تدميرها بالكامل بواسطة قوات الدعم السريع حيث تبلغ قيمة المحول الواحد 46 ألف دولار، كما بلغت أطوال الكوابل التي نهبت من الخرطوم بهدف الحصول على النحاس نحو 150 ألف كيلومتر. وأوضح أن شركات الكهرباء فقدت كامل مخزونها من المعدات الحيوية التي كانت مخزنة في مستودعاتها، والتي تم نهبها بالكامل من قوات الدعم السريع.

ورغم تطمينات إدارة الكهرباء بقرب الانتهاء من الصيانات المطلوبة عقب التخريب الكبير الذي قامت به مليشيات الدعم السريع وتجريف الخطوط وسرقة الكوابل وتدمير المحطات التحويلية في كل من محطة الجيلي، ومحطة قرى وشرق النيل ومدينة بحري، إلا أن مسؤولين بقطاع الكهرباء يقولون إنّ الضرر الذي أصاب المحولات والخطوط الناقلة أكبر بكثير من المجهودات التي تبذل في عمليات الصيانة.
المواطنة ست النفر بابكر قالت لـ”العربي الجديد”، إن المعيشة في الخرطوم أصبحت صعبة نتيجة لغلاء الأسعار وعدم وجود أعمال، كما أن الكهرباء تعد المحرك لكثير من الأعمال.

ويقول مواطن من بحري، محمد موسي إنّ الدمار الذي لحق بأعمدة الكهرباء وتوصيلاتها يحتاج إلى كلفة عالية للإصلاح. ويضيف: “هنالك متطوعون نشطوا في عمل إعادة الكهرباء إذ تدخل بعض الخيرين في المساهمة لإعادة التيار رغم شح الموارد”. ويواجه المواطنون في غالبية المدن أزمة كهرباء من جراء استهداف المدن الآمنة نسبيًا بالطائرات المسيّرة، وتزايدت هذه العملية عقب خسارة قوات الدعم السريع للولايات الواقعة وسط وشمال وشرق البلاد بما في ذلك العاصمة الخرطوم، وشهدت بعض الولايات انقطاعا للكهرباء استمر لمدة 60 يوما إثر استهداف مسيّرة لمحطة التحويل الناقلة للكهرباء من محطة سد مروى وشبكة الناقل.

وحسب بيانات رسمية، يبلغ إجمالي الطاقة المنتجة في السودان من مصادر التوليد المائي والحراري نحو 3000 ميغاواط، موزعة على سد مروي شمال السودان بطاقة 1250 ميغاواط، وسد الروصيرص بطاقة 565 ميغاواط، وسدي أعالي عطبرة وستيت بطاقة 320 ميغاواط، وخزان سنار بطاقة 15 ميغاواط، وخزان جبل أولياء بطاقة 22 ميغاواط. أما المحطات الحرارية فتشمل محطة أم دباكر بمدينة كوستي جنوب السودان بطاقة 520 ميغاواط، ومحطة بحري الحرارية بطاقة 410 ميغاواط، ومجمع محطات قري بطاقة 500 ميغاواط.
ووفقاً لمصادر مطلعة، لـ”العربي الجديد” فإن الأضرار التي لحقت بمحطة بحري الحرارية ومجمع محطات كهرباء قري (1،2،4) أدت إلى فقدان أكثر من 37% من إجمالي الطاقة المنتجة في البلاد، كما أن محطة بحري الحرارية وحدها تعرضت لأضرار تقدر تكلفتها بأكثر من 115 مليون يورو، إذ تنتج 410 ميغاواط، أي ما يعادل نحو 30% من إنتاج سد مروي.

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا