تشهد مدينة كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان، تصاعدًا حادًا في الأزمة الإنسانية والأمنية، وسط تفاقم معاناة السكان نتيجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وانعدام السيولة النقدية، وشح الأدوية، بحسب ما أفاد به شهود عيان ومصادر محلية مطلعة على تطورات الأوضاع في المنطقة.
وتواصلت موجات النزوح من المدينة باتجاه مناطق خاضعة لسيطرة الحركة الشعبية، حيث دفعت الظروف المعيشية المتدهورة مئات الأسر إلى مغادرة مساكنها بحثًا عن ملاذ أكثر أمنًا واستقرارًا.
في سياق متصل، أفاد مصدر محلي بأن الطيران العسكري التابع للجيش السوداني نفذ عملية إسقاط مؤن وتعينات عسكرية نهار الجمعة في مطار كادوقلي الواقع شمال المدينة، في محاولة لدعم القوات المتمركزة هناك. إلا أن هذه الخطوة تأتي في ظل توتر متصاعد داخل المؤسسة العسكرية.
وكشف مصدر عسكري، فضّل عدم الكشف عن هويته، لصحيفة إدراك أن اللجنة الأمنية بالولاية، برئاسة والي جنوب كردفان، باتت تخشى من احتمال وقوع تمرد داخل صفوف الجيش نتيجة لتدهور الأوضاع الاقتصادية، وهو ما دفع عددًا من الجنود المنتمين للفرقة 14 إلى الفرار من مواقعهم.
وأشار إلى أن الوضع داخل الفرقة 14 بات قابلاً للانفجار، متهمًا ما وصفه بـ”سيطرة المدنيين”، في إشارة إلى الإسلاميين، على قرارات الجيش، مما فاقم حالة الاحتقان بين الجنود.
وأضاف أن أفراد الفرقة لم يتلقوا رواتبهم منذ عام كامل، مشيرًا إلى أن بعض القيادات العسكرية تحولت إلى ممارسة التجارة عبر تطبيق “بنكك”، مستغلة أموال الجنود في عمليات مالية مشبوهة.
أوضح المصدر أن مخازن الفرقة 14 تحتوي على كميات كبيرة من الذرة تكفي لتغطية احتياجات المدينة، إلا أن هذه المؤن تخضع لسيطرة عناصر نافذة في جهاز الاستخبارات، وتُدار بطريقة غير شفافة.