الخرطوم – الراكوبة
أثارت التكهنات حول ترشيح عدد من القيادات الحكومية الرفيعة لتولي رئاسة نادي المريخ جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية والسياسية، في وقت تمر فيه البلاد بظروف استثنائية بسبب الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023، والتي دفعت العديد من المؤسسات الحكومية والعسكرية إلى تكريس جهودها لدعم المجهود الحربي.
ويبحث نادي المريخ عن رئيس جديد خلفاً للمهندس عمر النمير، الذي قدم استقالته المفاجئة قبل أسبوعين، الأمر الذي فتح الباب واسعاً أمام تداول عدد من الأسماء المطروحة، وفي مقدمتها اسم القيادي البارز بمنظومة الصناعات الدفاعية الجيلي أبو شامة، الذي سبق له العمل ضمن إدارة النادي في عهد الرئيس الأسبق حازم مصطفى.
ويستند طرح اسم “الجيلي أبو شامة” على خلفيته الإدارية الكبيرة، حيث يشغل حالياً منصب نائب المدير في منظومة الصناعات الدفاعية، إلى جانب عضويته في مجالس إدارات عدد من المؤسسات الاقتصادية الكبرى في الدولة، مثل مؤسسة الأسواق الحرة وعدد من الشركات الحكومية الأخرى.
وكشف مصدر مقرب من أبو شامة لـ(الراكوبة) أن عودة الرجل لرئاسة نادي المريخ تتطلب موافقة جهات سيادية عليا، على رأسها قيادة منظومة الصناعات الدفاعية التابعة لمجلس السيادة، وتحديداً الفريق أول عبد الفتاح البرهان. وأشار إلى أن أبو شامة لا يُعد من رجال الأعمال ولا يمتلك موارد مالية ضخمة، إلا أن خبراته الإدارية والسياسية قد تُمكّنه من قيادة النادي حال صدور توجيهات رسمية بذلك.
وفجّر المصدر مفاجأة حين أشار إلى وجود علاقة وثيقة بين قيادات منظومة الصناعات الدفاعية ورئيس لجنة الحوكمة بالمريخ، المحامي أزهري وداعة الله، موضحاً أن الأخير يعمل ضمن الدائرة القانونية للمنظومة، وقد كُلّف سابقاً بعدد من الملفات ذات الصلة ويرى المصدر أن هذه العلاقة دفعت وداعة الله إلى طرح اسم الجيلي أبو شامة لمقربين، بوصفه شخصية تحظى بقبول داخل المريخ، خصوصاً أنه ظل بعيداً عن الصراعات والانقسامات التي تعصف بالتنظيمات المريخية خلال السنوات الأخيرة.
غير أن المصدر ذاته لفت إلى أن ارتباطات أبو شامة الحالية بالحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، وتفرغه الكامل لإدارة مهام عسكرية خاصة، قد تُعقّد من مسألة قبوله للمنصب، مشيراً إلى أنه غادر الخرطوم إلى القاهرة منذ اندلاع الحرب، ويتنقل بين العاصمة المصرية وبورتسودان في إطار مسؤولياته داخل المنظومة. وأكد أن أي قبول رسمي من قبله مرهون بموافقة الفريق ميرغني إدريس، مدير منظومة الصناعات الدفاعية، والمقرب من رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
وفي سياق متصل، فجر ذات المصدر مفاجأة أخرى، مشيراً إلى تداول اسم طه حسين، مدير شركة زادنا، ضمن قائمة المرشحين المحتملين لرئاسة النادي، إلا أن هذا الترشيح، بحسب المصدر، لن يمضي إلى الأمام وأوضح أن طه حسين، رغم انتمائه المعروف لنادي المريخ، غير متحمس لخوض التجربة في ظل الضغوط الكبيرة التي تواجهه في إدارة شركة زادنا، إلى جانب حالة الترقب الشديدة التي تحيط بأدائه الإداري، لا سيما في ظل الهمس المتزايد حول الموارد المالية للشركة وطريقة إدارتها في عهده.
تحفظات من دوائر سيادية على مدير زادنا
طه حسينوبيّن المصدر أن طه حسين كثيراً ما نفى الاتهامات الموجهة إليه أمام مقربين، متهماً جهات وصحفيين محددين بمحاولة استهدافه وتشويه سمعته. كما أشار إلى أن دوائر صنع القرار السيادية غير متحمسة لطرح اسمه لرئاسة المريخ، نظراً لافتقاده للدعم الكافي من الأوساط العسكرية والاقتصادية، إلى جانب وجود تحفظات واضحة على إدارته لشركة زادنا، وما شابها من تدهور في الموارد خلال فترة قيادته.