في تطور لافت يعكس عمق الأزمة السياسية والمؤسسية التي تعصف بالسودان، تقدم عدد من الدبلوماسيين العاملين في سفارة السودان لدى إيرلندا بطلبات لجوء سياسي، في خطوة تهدف إلى تجنب العودة إلى البلاد وسط حالة من الانهيار المؤسسي وعدم الاستقرار الأمني.
وقد كان من أبرز هؤلاء السفير عادل بانقا، سفير السودان لدى إيرلندا، الذي تقدم بطلب لجوء سياسي له ولأسرته في مدينة بلفاست بعد انتهاء فترة عمله. وبعده بأشهر قليلة، اتخذ الملحق العام بالسفارة عمر أورك الدين الخطوة ذاتها، ليلتحق بهما مؤخرًا محمد موسى، القنصل بالسفارة، الذي تقدم بطلب لجوء قبل عدة أسابيع.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن كل من السيدين أورك الدين ومحمد موسى كانا قد ورد اسماهما ضمن قوائم الإحالة التي أصدرتها لجنة إزالة التمكين خلال فترة الحكومة الانتقالية، ما يضفي بعدًا إضافيًا على هذه التطورات.
ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها مؤشر واضح على حالة التدهور التي تعيشها وزارة الخارجية السودانية، التابعة لحكومة بورتسودان غير المعترف بها دوليًا، وفقدانها للثقة حتى من بعض الدبلوماسيين الذين كانوا محسوبين على النظام السابق.
وتتوقع مصادر دبلوماسية أن تتكرر مثل هذه الحالات خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل استمرار الحرب والانهيار الشامل لمؤسسات الدولة السودانية.