آخر الأخبار

السودان.. جوع يتفاقم واستعار الصراع يعيق المساعدات

شارك
في ظل حالة من التشظي وانسداد الأفق السياسي تواصل نيران الحرب التهام ما تبقى من السودان، دون أفق لنهايتها، ورغم انحسار المواجهات العسكرية في العاصمة الخرطوم وولايات الوسط، إلا أن ارتفاع وتيرتها في إقليمي كردفان ودارفور يضيف لسجل الحرب ملايين الضحايا الجدد.

لا سيما أن العمليات الحربية الدائرة هناك عطلت الخدمات وشلت سبل الإنتاج، وأدخلت سكان الإقليمين في دائرة مغلقة محاطة بالجوع والمرض.

مر عامان وأكثر، والسودان يعيش في دوامة صراع مدمر، قتل فيه عشرات الآلاف من الأشخاص، بينما فر الملايين ما بين نازح ولاجئ بحثاً عن الآمان.

فيما لا تزال مساعي إيجاد تسوية سلمية تراوح محلها في ظل إصرار طرفي النزاع على الحسم العسكري، ولم تطرق المبادرات الإقليمية والدولية حتى الآن أبواب الحل بالضغط على المتقاتلين للرضوخ والجلوس في طاولة حوار تنهي معاناة السودانيين.

ومع إطالة أمد الحرب تتفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل أكثر سوءاً، حيث لا تزال الأزمة في السودان تخلف عواقب وخيمة على ملايين الأشخاص، فالاحتياجات الإنسانية، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

في أعلى مستوياتها على الإطلاق، إذ يحتاج 30.4 مليون شخص إلى المساعدة، وتسعى الأمم المتحدة إلى جمع 4.2 مليارات دولار في عام 2025 لمساعدة 21 مليون شخص في جميع أنحاء السودان، غير أنها تشكو من نقص التمويل وتخفيضات الميزانية من قبل الجهات المانحة، ما أجبر شركاء العمل الإنساني بحسب المكتب الأممي على إعادة ترتيب أولوياتهم.

أوبئة تنتشر.. وأمن غائب

وتعالت صرخات الجوع في مناطق في دارفور وشمال وجنوب كردفان، إذ سجلت أسعار السلع أرقاماً قياسية، حيث بلغ سعر جوال الدخن الواحد 4 ملايين جنيه.

وناشدت الشبكة الشبابية للمراقبة المدنية الجهات العاملة في الحقل الإنساني القيام بمسؤولياتها في رفع المعاناة الإنسانية عن سكان هذه المناطق، وطالبت في الوقت ذاته المتقاتلين للسماح بمرور المساعدات وفتح مسارات آمنة لوصول السلع الغذائية دون تقييد.

وتبعاً لتردي الأوضاع الأمنية وشدة المواجهات التي أعاقت وصول المساعدات الإنسانية تنهش الأمراض والأوبئة أجساد السودانيين في مناطق الصراع حتى أولئك المقيمين في الولايات الآمنة نسبياً.

حيث ارتفعت معدلات الإصابة بمرض الكوليرا إلى 91034 إصابة، بينها 2302 حالة وفاة بـ116 محلية في 17 ولاية، وسجل الأسبوع الماضي وحدة 1307 إصابات بالكوليرا، منها 18 حالة وفاة، بـ35 محلية في 12 ولاية.

وتتضاعف معاناة السودانيين بشكل يومي مع استمرار تداعيات الحرب، وتهالك البنى التحتية، وانهيار خدمات المياه والكهرباء والصحة، التي توقفت في العديد من الولايات لما يزيد على عامين، بينما ظلت متقطعة في ولايات أخرى، وهي التحديات ذاتها التي تقف عائقاً أمام عمليات العودة الطوعية لنازحي العاصمة الخرطوم، الذين يأملون في العودة لمنازلهم التي هجروها بسبب المعارك.
البيان الاماراتية
الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا