آخر الأخبار

سكان الفاشر يزرعون المنازل المهجورة والشوارع لمواجهة نقص الغذاء

شارك

اضطر عدد من سكان مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور إلى استغلال المساحات الفارغة في المنازل المهجورة وبعض الشوارع غير المستخدمة لزراعة محاصيل غذائية، في محاولة لتوفير الغذاء وسط حصار خانق تتعرض له المدينة من قبل قوات الدعم السريع.

وحال الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على المدينة دون وصول السكان إلى الأراضي الزراعية خارج المدينة، مثلما ظلوا يفعلون في كل فصل خريف.

وقالت سكينة محمد آدم، المقيمة بحي الشرفة شمال سوق الفاشر الكبير، لـ”دارفور24″، إنها لجأت إلى زراعة ثلاثة منازل غادرها أصحابها خلال العام الجاري، بهدف توفير بعض احتياجات أسرتها من المواد الغذائية.

وأوضحت أنها زرعت في أحد المنازل البامية، وفي آخر الفول السوداني، الكركدي، واللوبيا، فيما خصصت المنزل الثالث لزراعة العدسية، الذرة، والدخن.

وأضافت أن سوق نيفاشا يوفر أنواعًا متعددة من التقاوي بأسعار معقولة، ما شجع عددًا من المواطنين على استغلال مئات المنازل الخالية للزراعة.

وفي السياق ذاته، ذكر حامد هرون، وهو نازح يقيم بمخيم أبشوك شمال المدينة، أن الحصار أجبر السكان على زراعة الأراضي غير المستخدمة داخل الأحياء السكنية، بما في ذلك المنازل المهجورة والشوارع، مستفيدين من تقاوي كانت قد وفرتها منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) في سنوات سابقة.

وأشار هرون إلى أن أبرز المحاصيل المزروعة تشمل “البامية، العدسية، البطيخ، الفقوس، الكركدي، والفول السوداني”.

وأضاف أن السكان ركّزوا بشكل خاص على زراعة البامية بعد أن وصل سعر قنطار “الويكة” إلى 6 ملايين جنيه سوداني، مع انعدامها في السوق المحلي.

وفي حي أولاد الريف، جنوب المدينة قالت المواطنة سيدة محمد إبراهيم إن العشرات من المنازل المهجورة وبعض الشوارع الداخلية تمت زراعتها بالمحاصيل للاستفادة منها لاحقًا، مؤكدة أنها زرعت ستة منازل بمحاصيل متنوعة.

من جهته، كشف مسؤول محلي في مفوضية العون الإنساني بشمال دارفور، فضّل عدم ذكر اسمه لعدم وجود إذن تصريح له لـ”دارفور24″، أن الحصار المفروض حال دون وصول السكان إلى مزارعهم في مناطق الريف الغربي والشمالي للفاشر، خصوصًا قوز أبوزريقة، التي تُعد من أكبر المناطق الزراعية المحيطة بالمدينة.

وأوضح أن نحو 50% من سكان الفاشر يعتمدون على الزراعة كمصدر رئيسي للدخل، بينما يعتمد الباقون على الإنتاج المحلي للمزارعين داخل المدينة وبعض المحليات الأخرى.

وأشار إلى أن مناطق قوز أبوزريقة، قولو، شقرا، ريفي شمال الفاشر، والمناطق الشرقية من المدينة، كانت تنتج سنويًا كميات كبيرة من الذرة، الدخن، العدسية، البامية، والفول السوداني، لكنها أصبحت خارج دائرة الإنتاج بسبب القتال.

وأضاف المسؤول: “رغم أن آثار الحصار بدأت العام الماضي، إلا أن نتائجه الكاملة ستظهر بعد موسم الحصاد، مع نفاد مخزون السنوات السابقة وتقلص المساحات المزروعة هذا العام والعام الماضي”.

وأكد أن الزراعة داخل الأحياء السكنية لا تكفي لتغطية احتياجات السكان، سواءً من حيث الكمية أو نوعية المحاصيل أو المساحات المتاحة، فضلًا عن محدودية فترة استهلاك تلك المحاصيل.

وتفرض قوات الدعم السريع حصارًا مشددًا على مدينة الفاشر منذ أبريل العام الماضي في محاولة للسيطرة عليها باعتبارها آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور، بعد أن بسطت سيطرتها خلال عام 2023 على مدن نيالا، زالنجي، الجنينة، والضعين.

دارفور 24

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا