وصل رئيس الوزراء المعين، كامل إدريس، إلى العاصمة الخرطوم في أول زيارة له منذ تعيينه قبل نحو شهرين، للوقوف على الأوضاع الميدانية في المدينة التي شهدت معارك عنيفة بين الجيش وقوات “الدعم السريع”، وأدت إلى دمار واسع في البنية التحتية والمقار الحكومية.
وظهر إدريس في مقطع مصور محاطًا بعشرات المواطنين خلال جولة ميدانية شملت مصفاة الجيلي شمالي العاصمة، ضمن زيارة تستمر 3 أيام يعتزم خلالها تقييم احتياجات المرافق الحكومية، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء السودانية “سونا”، الجمعة.
ورافق إدريس في زيارته عضوا مجلس السيادة، الفريق إبراهيم جابر وسلمى عبد الجبار، بينما تسعى الحكومة الجديدة لإعادة مؤسسات الدولة تدريجيًا من العاصمة المؤقتة بورتسودان إلى الخرطوم، على الرغم من حجم الدمار الذي طال البنية السيادية.
في السياق ذاته، أصدر رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، قرارًا يقضي بإخلاء الخرطوم من جميع التشكيلات العسكرية خلال أسبوعين، وتشكيل لجنة برئاسة الفريق إبراهيم جابر لتهيئة الأوضاع الأمنية والخدمية تمهيدًا لعودة المواطنين.
الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات جديدة على كيانين اقتصاديين تابعين للجيش السوداني وقوات الدعم السريع
أقر مجلس الاتحاد الأوروبي، اليوم الجمعة، حزمة عقوبات رابعة تستهدف شخصيات وكيانات اقتصادية في السودان، من بينها بنك الخليج وشركة ريد روك للتعدين، المرتبطتين بشكل مباشر بالجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وتعمل شركة ريد روك في مجال التنقيب والتعدين، وكانت الشركة الأم قد خضعت سابقًا لعقوبات من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بسبب تورطها في دعم تصنيع الأسلحة والمركبات العسكرية للجيش السوداني، مما يعزز قدرات الجيش في الصراع الدائر.
ويُعد قطاع التعدين أحد أبرز مصادر تمويل النزاع في السودان، حيث تتركز المعارك في المناطق الغنية بالموارد الطبيعية.
وبحسب بيان الاتحاد الأوروبي، يمتلك بنك الخليج أفراد وشركات على صلة مباشرة بعائلة قائد قوات الدعم السريع، حميدتي، ويلعب دورًا رئيسيًا في تمويل عمليات هذه القوات.
وشملت العقوبات أيضًا قيادات عسكرية بارزة، من بينهم أبو عاقلة محمد كيكل، الذي انشق سابقًا عن الجيش للانضمام إلى قوات الدعم السريع، ثم عاد إلى الجيش في 2024، وشغل منصب والي ولاية الجزيرة، ويُتهم بارتكاب انتهاكات ضد مجتمعات “الكنابي” الأفريقية.
كما طالت العقوبات القيادي الميداني في قوات الدعم السريع، حسين برشم، المتهم بدور بارز في تنفيذ فظائع جماعية تشمل القتل العشوائي، والعنف العرقي، والتهجير القسري، خاصة في إقليم دارفور والمناطق المتأثرة بالنزاع.
وتشمل العقوبات تجميد أصول الشخصيات والكيانات المشمولة، ومنع تقديم أي تمويل أو موارد لهم بشكل مباشر أو غير مباشر، بالإضافة إلى حظر سفرهم إلى دول الاتحاد الأوروبي.
وأكد الاتحاد الأوروبي أن هذه الإجراءات تأتي في إطار التزامه بمبادئ السلام والمساءلة، ودعمه الجهود الدولية للحل السياسي الشامل في السودان، بما يعكس تطلعات السودانيين في الحرية والعدالة والاستقرار.
يُذكر أن الحرب في السودان اندلعت في 15 أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات “الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وتسببت في أزمة إنسانية حادة وتفاقم النزوح الداخلي والخارجي، في ظل فشل المبادرات العربية والأفريقية والدولية في فرض وقف دائم لإطلاق النار.