أصدرت كينيا بيانًا رسميًا للمرة الثانية اعتذرت لدول لدول الخليج والشرق الأوسط بشأن حرب السودان، عقب تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها متحدث حكومي ربطت قوى إقليمية بالصراع الدائر في السودان.
كما التقى رئيس مجلس الوزراء، موساليا مودافادي، بمبعوثين خليجيين في نيروبي هذا الأسبوع لتأكيد التزام كينيا بالحياد والسلام الإقليمي. وضمّ الاجتماع سفراء من المملكة العربية السعودية والأردن ومصر والإمارات العربية المتحدة، والذين اجتمعوا في البداية لمناقشة الأزمة الإنسانية في غزة. إلا أن قضية السودان سرعان ما احتلت مركز الصدارة، حيث أعرب دبلوماسيون عن قلقهم إزاء ما يُنظر إليه على أنه انحياز من جانب كينيا إلى قوات الدعم السريع.
ويأتي الاعتذار الكيني بعد أن اتهم المتحدث باسم الحكومة، إسحاق موارا، علنًا مصر وإيران والإمارات العربية المتحدة بدعم الفصائل المتناحرة في الحرب الأهلية السودانية. وزعم موارا أن مصر وإيران تدعمان القوات المسلحة السودانية، بينما تُزعم الإمارات أنها تُساعد قوات الدعم السريع، مُشيرًا إلى مصالحها في مياه النيل والذهب والزراعة والوصول إلى البحر الأحمر.
ولم يُسحب رسميًا تصريحاته، التي أدلى بها خلال مؤتمر صحفي في يونيو/حزيران ونُشرت لاحقًا على وسائل التواصل الاجتماعي، مما أثار ردود فعل دبلوماسية غاضبة، وأجج اتهامات بكينيا بالتدخل في الشؤون الداخلية للسودان. إلى ذلك أوضح مودافادي خلال الاجتماع أن تصريحات موورا لا تعكس الموقف الرسمي لوزارة الخارجية الكينية.
وقال مكتبه في بيان: “قدّم مودافادي اعتذاره لعواصم الدول الأعضاء عن البيان الذي ربما يكون قد تسبب في استياء”. وهذه هي المرة الثانية التي تنأى فيها كينيا بنفسها عن تصريحات موارا. ففي وقت سابق من هذا العام، استغلت الحكومة العسكرية السودانية تصريحاته لاتهام نيروبي بتسليح قوات الدعم السريع بدعم إماراتي، وهو ادعاء نفاه بشدة السكرتير الأول للشؤون الخارجية، كورير سينغوي.
يخضع انخراط كينيا في عملية السلام السودانية للتدقيق منذ أن استضاف الرئيس ويليام روتو قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو في نيروبي. ورغم أن كينيا نصبت نفسها وسيطًا محايدًا في إطار الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد)، إلا أن المنتقدين يجادلون بأن أفعالها قوضت مصداقيتها ووترت علاقاتها مع الخرطوم.
وقد أثار تقارب كينيا المزعوم مع قيادة قوات الدعم السريع انتقادات من قوى عالمية، منها الولايات المتحدة، التي حذرت من إضفاء الشرعية على الحكومات الموازية في السودان.