خاطب رئيس التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود” د. عبد الله حمدوك، المؤتمر الخاص بمناسبة مرور مئة عام على تأسيس مشروع الجزيرة، والذي انعقد تحت شعار: “مشروع الجزيرة.. الحصيلة والوجهة بعد مئة عام”، وذلك في ظل ظروف استثنائية تعيشها البلاد بفعل الحرب المستعرة..
وفي مستهل كلمته، أشار حمدوك إلى أن انعقاد المؤتمر في هذا التوقيت الدقيق يعكس إرادة السودانيين في الصمود والتطلع إلى مستقبل أفضل، رغم “الأزمة الوجودية” التي تمر بها البلاد. وعبّر عن أسفه لاستمرار الحرب وما جلبته من “موت وخراب ودمار”، منتقدًا ما وصفه بـ”علو صوت البندقية” على حساب صوت العقل والسلام.
وقال حمدوك إن الاحتفال بمئوية مشروع الجزيرة يحمل رمزية عميقة تؤكد ثقة السودانيين في قدرتهم على تجاوز المحن وصناعة المعجزات، مشيدًا بعطاء الملايين من بنات وأبناء الوطن الذين حافظوا على المشروع رغم التحديات.
واستعرض حمدوك تاريخ مشروع الجزيرة وتدهوره، لاسيما في ربع القرن الأخير عقب إلغاء قانونه في 2005، مؤكداً أن أي تعافٍ اقتصادي حقيقي لا يمكن أن يتحقق دون تسوية سياسية شاملة.
ودعا إلى الاستفادة من دروس القرن الماضي، وربط مشروع الجزيرة بروح العصر ومكتسبات التكنولوجيا والعلم.
وأكد حمدوك أن معالجة تحديات مشروع الجزيرة لا يجب أن تتم بمعزل عن الإطار الأشمل لقضية التنمية، مشددًا على أن الزراعة تمثل ركيزة أساسية لتحقيق التحول الاقتصادي والتنمية المستدامة في السودان.
كما دعا لوضع استراتيجية وطنية واضحة للنهوض بالقطاع الزراعي، تربط بين الزراعة والأمن الغذائي والصناعة والتصدير، معددًا جملة من المطلوبات لإعادة تأهيل المشروع، تشمل: تحديث نظم الري، إدخال التقانات الذكية، تحسين الإدارة، إشراك المزارعين وسكان الكنابي، ضمان التمويل العادل، دعم البحث العلمي، وسن تشريعات واضحة تنظم العلاقة بين الدولة والمزارعين.
تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر نظمته منصة الموقع الاقتصادي السوداني بالتعاون مع المركز السوداني الأمريكي للبحوث والدراسات، وشهد مشاركة واسعة من خبراء الاقتصاد والزراعة، وممثلين لمجتمعات المزارعين والمهتمين بقضايا التنمية.