آخر الأخبار

“توقف بعض التكايا”.. المئات من سكان الخرطوم في مواجهة الجوع

شارك

للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب تعجز غرفة طوارئ بحري في ولاية الخرطوم عن تقديم الطعام للجوعى نتيجة نفاد الغذاء وتوقف الدعم بسبب العراقيل التي وضعتها السلطات المحلية امام عمل “التكايا”، وفق متطوعون.

وكانت السلطات في ولاية الخرطوم أوقفت عمل بعض “التكايا” التي توفر الطعام للمتضررين من الحرب، تنفيذاً لقرارها الذي اشترط إخطار مفوضية العون الانساني والمحليات مسبقًا قبل تقديم الإغاثة، كما منع القرار أي جهة أو فرد من تقديم الدعم دون موافقة السلطات.

وتوجد في ولاية الخرطوم نحو 500 غرفة طوارئ، تشغل أكثر من 800 مطبخ جماعي “تكايا”، لإطعام حوالي 600 ألف مواطن أغلبهم في منطقة محلية كرري شمال أمدرمان، وفق ما حصلت عليه “دروب” من معلومات.

وقال عضو بغرف طوارئ بحري لـ”دروب” إن توقف “التكايا” يُشكل تهديدًا خطيرًا للأسر المتضررة وقد يؤدي إلى كارثة غذائية. مبيناً أن المواطنين باتوا في مواجهة الجوع بعد أن أغلقت عدد من التكايا بسبب المضايقات التي تفرضها السلطات على العاملين.

وأضاف العضو الذي فضل حجب إسمه، أن “معظم التكايا توقفت بعد تدخل المفوضية والمحليات، الذي أدى إلى احجام الجهات والأفراد عن تقديم الدعم للتكايا بعد ان اشترطت السلطات أن يكون الدعم بعلمها.

وقال إن المدير التنفيذي لمحلية بحري امتنع عن منح المتطوعين تصريحاً لاستلام حصص برنامج الأغذية العالمي، مما زاد من صعوبة استمرار التكايا في تقديم المساعدة.

وناشد عضو لجنة الطوارئ المنظمات الإنسانية بتقديم الدعم العاجل لضمان استمرار التكايا وتفادي كارثة غذائية وشيكة في ظل الأوضاع الإنسانية الحرجة.

الجوع يتفشى

من جهته، قال عضو بغرفة طوارئ أمبدة في تصريح لـ”دروب”: إن الجوع يتفشى في أجزاء متفرقة من محلية أمبدة بعد عودة النازحين إلى منازلهم عقب انسحاب قوات الدعم السريع من ولاية الخرطوم.

وأضاف العضو الذي فضل حجب إسمه لدواعٍ أمنية، أن التكايا في المنطقة غير كافية لتلبية احتياجات جميع المواطنين العائدين، خاصة بعد توقف الدعم المقدم لغرف الطوارئ في المحلية.

وأكد أن نسبة المجاعة كانت قد انخفضت بشكل ملحوظ في الفترة الماضية، لكنه أشار إلى أن هناك توقعات بأن تعود الأمور إلى الأسوأ بسبب الارتفاع الكبير في الأسعار.

وكشف عن وجود مضايقات من عناصر النظام السابق بمعاونة الاستخبارات العسكرية، للعاملين في غرف الطوارئ بهدف إخراجهم من العمل في محلية أمبدة بشكل نهائي.

وتوقع أن تواجه غرف الطوارئ مزيدًا من المضايقات، وقد يتم إغلاقها بشكل مباشر بسبب العراقيل التي وضعت أمامها خاصة بعد مزاولة المحلية لنشاطها في الأيام الماضية.

منظمة مشبوهة

إلى ذلك قال عضو في غرفة طوارئ بري أن المنطقة في الفترة الماضية كانت لا تعاني من الجوع بسبب الدعم الذي يصل إليها من قبل برنامج الغذاء العالمي.

وأضاف: لكن في الأيام الماضية تم التغول على عمل الغرفة من قبل منظمة “نداء”.

وأوضح المصدر، الذي فضل عدم كشف هويته، أن برنامج الغذاء العالمي أبرم عقدًا مع الغرفة لمدة ثلاثة أشهر بعد دخول القوات العسكرية إلى المنطقة، ينص على مشاركة شباب الغرفة في توزيع المساعدات.

وأشار إلى استبدال غرفة الطوارئ بمنظمة “نداء” كشريك وطني، خلال الشحنة الأخيرة التي جرى توزيعها بشكل ناقص، مما أدى إلى حرمان المواطنين الموجودين في المنطقة طوال فترة الحرب من حقوقهم، مما يعرضهم إلى الجوع الفترة المقبلة في حال استمرار حرمانهم من حصتهم الغذائية.

وعملت غرف الطوارئ بولاية الخرطوم على توفير الغذاء والدواء للآلاف من السكان، خاصة في ظل الأزمة الإنسانية التي تشهدها البلاد. كما نجحت في إنقاذ آلاف الأشخاص من الموت جوعًا، حيث وفرت الغذاء في وقت توقفت فيه المطابخ الأخرى عن العمل في عدد من الولايات.

وفي يونيو الماضي، أطلق برنامج الأغذية العالمي تحذيرا من أن المجاعة باتت تهدد عدة مناطق جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، داعيا إلى تحرك دولي فوري.

وسجل برنامج الأغذية العالمي مستويات “حادة” من الجوع في مدينة جبل أولياء الواقعة على بعد حوالي 40 كيلومترا جنوب الخرطوم، حسبما أوضح لوران بوكيرا مدير المنظمة في السودان، عبر الفيديو من بورت سودان خلال الإحاطة الدورية للأمم المتحدة في جنيف.

كما حذر بوكيرا من أنه مع عودة النازحين إلى المناطق المتضررة بشدة مثل الخرطوم، فإن الضغوط على الموارد ستزداد مع تزايد الطلب عليها. وهو وضع “يثير قلقا عميقا” لبرنامج الأغذية العالمي الذي يعتبر تلبية الحاجات الأساسية للسكان وخاصة الغذائية “أساسية وملحة”.

ونفت حكومة السودان حدوث مجاعة في البلاد، رغم معاناة ملايين الأشخاص من نقص حاد في التغذية. ووصفت التقارير التي تشير إلى وجود مجاعة بأنها “افتراءات” و”محاولات لتحقيق أجندات سياسية”. وأكدت الحكومة أنها استجابت لاحتياجات العمل الإنساني وستواصل التزامها بتقديم المساعدات للمحتاجين.

وتقوم غرف الطوارئ التي تدير ما يعرف بـ”التكايا الشعبية” بجهود بارزة في مساعدة المتأثرين بالحرب من خلال تقديم الطعام والعلاج، في تعويض لغياب مؤسسات الدولة التي أصبحت غارقة في اتون الحرب.

وكانت حكومة ولاية الخرطوم أصدرت في مايو الماضي، قرارًا يشترط تسجيل الكيانات العاملة في العمل الطوعي لدى مفوضية العون الإنساني لمواصلة نشاطها في العاصمة، وهددت المخالفين بإجراءات صارمة، مما قد يؤدي إلى توقف مئات الغرف.

دروب

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك

الأكثر تداولا سوريا اسرائيل دمشق

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا