كشف المجلس النرويجي للاجئين عن أوضاع قاسية يعيشها النازحون في محلية طويلة بولاية شمال دارفور، حيث تعتمد الأسر على الفتات وسط ندرة في المياه النظيفة وتزايد حالات الكوليرا.
وتحتضن بلدة طويلة، الواقعة تحت سيطرة حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، مئات الآلاف من الأفراد الذين فروا من مدينة الفاشر ومخيمي زمزم وأبوشوك.
وقال المدير القطري للمجلس النرويجي للاجئين في السودان، شاشوات سراف، إن الوضع في طويلة يشهد تدهوراً متسارعاً.
وأضاف: “تعيش العائلات على الفتات، وتنام على الأرض تحت سقف من القش، وسط نقص حاد في المياه النظيفة والمراحيض. حالات الكوليرا في تزايد، وموسم الأمطار يقترب بسرعة، مما يزيد من سوء الظروف المعيشية”.
وأوضح المجلس أن طويلة استقبلت قرابة 379 ألف شخص فرّوا من مدينة الفاشر ومخيم زمزم، 70% منهم من النساء والأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة، وقد وصلوا إلى المنطقة سيرًا على الأقدام بعد أيام من الهرب للنجاة بأرواحهم.
وأشار إلى إنشاء أربعة مخيمات جديدة لاستيعاب الأعداد المتزايدة، في وقت أصبحت فيه المنظمات الإنسانية عاجزة عن تلبية الاحتياجات بعد نفاد المساعدات التي كانت مخصصة مسبقًا لموسم الأمطار.
وفي يونيو 2025، أجرى المجلس النرويجي تقييمًا في المخيمات الأربعة الجديدة بطويلة التي تؤوي نحو 213 ألف شخص.
وكشف التقييم عن نقص حاد في المياه، حيث يحصل نحو 21 ألف فرد فقط – أي ما يعادل 10% من النازحين – على المياه بشكل منتظم.
وأشار إلى أن 2,684 أسرة فقط تمتلك مراحيض، أي ما لا يتجاوز 10%، فيما تبقى 31,238 أسرة دون وصول إلى خدمات الصرف الصحي.
وذكرت المجلس أن غالبية العائلات أفادت أنها تتناول وجبة واحدة في اليوم أو أقل، كما لا توجد سوى 11 مساحة تعليمية مؤقتة، مما يحرم أعدادًا كبيرة من الأطفال من فرصة الالتحاق بالدراسة.
وشدد المجلس على وجود مخاوف كبيرة تتعلق بالحماية، إذ إن 39% من النساء في المخيمات حوامل أو مرضعات، بينما تضم 22% من الأسر أفرادًا من ذوي الإعاقة في ظل غياب الخدمات والدعم المناسب لهم.
وبيّن المجلس أن 60% من سكان المخيمات يخططون للبقاء لفترة طويلة، بينما لا يملك 27% منهم أي خطة، ما يعكس مشاعر الخوف وعدم اليقين.
ومن المتوقع أن يؤدي هطول الأمطار خلال الفترة من يونيو إلى أكتوبر إلى تفاقم الأوضاع في طويلة، في ظل صعوبة الوصول الناتجة عن سوء حالة الطرق.
دارفور 24