أفاد مصدر طبي الخميس بمقتل ثمانية أشخاص في قصف لقوات الدعم السريع استهدف ملجأ يحتمي به الأهالي في مدينة الفاشر ب شمال دارفور غرب السودان.
وقال طبيب بمستشفى الفاشر التعليمي تحدث لفرانس برس عبر الأقمار الاصطناعية لتخطي انقطاع الاتصالات، وطلب عدم ذكر اسمه بسبب استهداف الكوادر الطبية “قُتل ثمانية مدنيين جراء قصف الدعم السريع ملجأ يحتمي به المواطنون، بواسطة طائرة مسيرة ليل الثلاثاء”.
وتنتشر في الفاشر ملاجئ حفرها سكان المدينة أمام المنازل للاحتماء بها من الهجمات المتكررة. وتحتدم المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في دارفور التي تحاصرها الأخيرة منذ أكثر من عام في محاولة لإحكام السيطرة عليها. ولا تزال الفاشر المدينة الرئيسية الوحيدة بإقليم دارفور الشاسع الواقعة تحت سيطرة الجيش، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على معظم أنحاء الإقليم.
وحذرت الأمم المتحدة مراراً من تدهور أحوال المدنيين في الفاشر، مع إعلان المجاعة في عدد من مخيمات النزوح وتوقع انتشارها في عدة مناطق أخرى. وأسفرت الحرب التي دخلت عامها الثالث عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 13 مليوناً في أكبر أزمة نزوح وجوع في العالم وفقاً للأمم المتحدة. وقال شاهد لوكالة فرانس برس إن الملجأ الذي تعرض للقصف الثلاثاء كان يؤوي عشرات الأشخاص. وأفادت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، وهي شبكة من المتطوعين تعمل في توصيل المساعدات، بأن قصف المدينة تواصل طيلة يوم الأربعاء.
والاثنين المنصرم، أعلن الجيش السوداني استعادة السيطرة على منطقتين في ولاية شمال كردفان (جنوب البلاد) عقب معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع. وقال المتحدث باسم الجيش العميد نبيل عبد الله في بيان رسمي: “تمكن متحرك الصياد – وهو تشكيل عسكري يضم عدة وحدات من الجيش – من سحق مليشيا الدعم السريع في منطقتي الرياش وكازقيل، وطهّر كامل المنطقتين بعد تكبيد العدو خسائر كبيرة.” وتقع المنطقتان جنوب مدينة الأبيض، عاصمة الولاية.
ويخوض الجيش وقوات الدعم السريع، منذ إبريل/نيسان 2023، حربًا دامية أودت بحياة أكثر من 20 ألف شخص وفق بيانات الأمم المتحدة والسلطات المحلية، وأدت إلى نزوح ولجوء ما يقارب 15 مليوناً. غير أن دراسة صادرة عن جامعات أميركية قدّرت عدد القتلى بنحو 130 ألفاً.
(فرانس برس، العربي الجديد)