آخر الأخبار

شروط الكفاءة !!

شارك

أطياف
صباح محمد الحسن

طيف أول :
فراغ رؤية ممتد
أعياهُ المسير
حتى إن راوده الطريق
سينتحر!!

ويحاول رئيس مجلس الوزراء المكلف في الحكومة الإنقلابية كامل ادريس ، البحث عمايحافظ به على البقاء في دائرة مايتوهمه!! ، وهو يرى أنه من الممكن أن يشكّل حكومة كفاءات مدنية مستقلة تقود البلاد الي بر الأمان دون تدخل من العسكريين و من خلفهم الإسلاميين، وهو توهم شاق للغاية ومحاولة مرهقة.
وذلك لسببين أولهما أن
الحقيقة التي يدركها كل شخص عاقل أن ذلك مستحيلا تحت مظلة نظام إنقلابي يقوده البرهان ، ويدركها حتى ادريس نفسه ولكن يريد الرجل أن ينتصر لذاته ولايخرج منها ملوماً محسورا!!
والسبب الثاني هو الوضع الذي تمر به البلاد من حرب جعلت الأمل الوحيد لأهل السودان هو السلام سيما أنها تسببت في قتل الآلاف وتشريد الملاين وخلفت دمارا لم يسبقه دمار من قبل، فتجاهل ادريس لهذه الحقيقة في حد ذاته أكبر عقبة تحول بينه وبين نجاح تجربته!!
فتدخل البرهان في القرار السياسي عادة لن يتخلى عنها لطالما انه موجود على سدة الحكم فالجنرال مهووس بالسياسية للحد الذي جعله يتسبب في ضياع المؤسسة العسكرية لأن طموحه هو رئاسة السودان وليس قيادة الجيش!!
وبالأمس جاءت الأخبار إلى أن ترشيح أحمد القرشي وسليمي إسحاق لشغل وزارتين يحظى بقبول أكثر من السفير نور الدين ساتي، الذي رجحت الأخبار إستبعاد ترشيحه لوزارة الخارجية.
وذكرت بعض المواقع الإخبارية، أن القرشي وسليمى هما الأقرب لأن ترشيحهما حصل على قبول نسبي في الأوساط السياسية، ويظهران مواقف تدعم الجيش، ما يعزز من فرص قبولهما لدى القيادة العسكرية
اما نور الدين ساتي بالرغم من أن الفريق أول عبد الفتاح البرهان لا يمانع في تعيينه، إلا أن سبب رفضه من صناع القرار جاء بسبب مواقفه السابقة التي اعتبرت مناهضة للجيش ومعركة الكرامة ، فهي التي تقف الآن بينه وبين الوزارة وستكون السبب المباشر في إستبعاده ). هكذا جاء الخبر!!
ولكن لماذا يستبعد ساتي لمواقفه ضد العسكر ولايستبعد المعز بخيت لقصائده !!
وشرط الكفاءة في دعم الحرب للحصول على وزارة ومنصب يؤكد أن السلطة العسكرية هي التي تختار الوزراء بمزاج عسكري، وبقدر دعمهم ومواقفهم من الحرب!!
ولطالما أن هذا هو المعيار فلماذ لايختار كامل ادريس واحدا من اصحاب المنصات المشهورة في دعم حرب الكرامة الذين “جفّ ريقهم” بالصراخ لدعم الحرب وخدموا مشروع الفلول في ضرب الثورة وصوروا القوى المدنية والثورية أنها التي اجرمت أكثر من الدعم السريع فهؤلاء احق بالوزارات من غيرهم!!
ولطالما أن دعم الحرب هو شرط الكفاءة الذي تضعه السلطة الإنقلابية الكيزانية صاحبة القرار في اختيار الوزراء فكيف لها ان تتحدث عن حكومة كفاءات مستقلة!!
وهل دعم الحرب هو واحد من مقومات الشخصية السودانية التكنوقراط!!
ولماذا يوافق كامل ادريس على هذا الشرط !! لطالما أن اختيار الوزراء من صميم مهامه!!
فالتعيين للوزراء يأتي بغية شغل مناصب تنفيذية الغرض منها تقديم خدمة للمواطن في ظل ظروف بالغة السوء، فمن الممكن أن يأتي وزير داعم لحرب الكرامة يمدح البرهان ويدعو الي استمرار الحرب بالرغم من علمه انها أداة لقتل الأبرياء وتشريدهم وتجويعهم ، ولكن ليس له القدرة على العطاء الذي يجعله يحقق ابسط مطالب الشعب السوداني !!
ومن زاوية قريبة جاءت اخبار تتحدث عن أن الفريقين العطا والكباشي هما اللذين حسما خلاف الوزرارات للحركات المسلحة !!.
وهي محاولة لتبرئة الفريق البرهان من تهمة التدخل في شؤون حكومة ادريس، لكن ماهو الفرق بين تدخل العطا والكباشي وتدخل البرهان أليس هي ذاتها اليد العسكرية التي قيدت الديمقراطية عندما تعدت على المدنية وحكومة الثورة!!
فمن قبل ذكرنا أن كامل ادريس ولطالما جاء بتعيين من الفريق البرهان فهو يبني حكومته على قاعدة انقلاب، ومابني على انقلاب فهو باطل، ولكن يبدو أن علامات فشل حكومة ادريس تظهر مبكرة.
فناقل الخبر في صدر الزاوية قال إن نور الدين ساتي وافق عليه البرهان ولكن رفضته أصوات أخرى مما يعني أن موافقة البرهان هي الخطوة الأولى لإختيار الوزراء ولكنه يضع ادريس واجهة المدنية لتشكيل حكومته الإنقلابية والإعلان عنها فقط!!
وهذه الخدمة التي يقدمها ادريس للبرهان هي ذاتها الذي سيقدمها د معز عمر بخيت فكلاهما بموافقته على المنصب يساهم في إطالة الحرب التي يموت فيها الأبرياء يوما مع إطالة عمر الإنقلاب، وهي محاولة لقتل المشروع بوعي، والتي هي أشد خطرا من قتله بجهل!!
ولكنها ستظل واحدة من عشرات المحاولات الفاشلة للفريق البرهان والتي لاتضيف لرصيده شيء لأنه على طريق نهاية ، ولكنها تنسف أرصدة من كانوا يقفون ضده والآن اصبحوا له الدعم والسند .
طيف أخير :
#لا_للحرب
القناة الفضائية الجديدة التي حصلت على دعم كيزاني عسكري لضرب الثورة وتسويق شرعية الإنقلاب… تتعثر!!

غمضُ العين عن شرّ ضلالٌ *** وغضّ الطرف عن جورٍ غباءُ

الجريدة

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا