آخر الأخبار

مسؤول سابق: حملات الشرطة الموسمية لن تحمي غابة السنط من الإتلاف

شارك

قلل المدير العام السابق للهيئة القومية للغابات عبد العظيم ميرغني مما أسماه الحملات الموسمية للشرطة لحماية غابة “السنط” بالخرطوم من أنشطة الحرق والاتلاف والقطع الجائر.

وأفادت تقارير صحفية بتعرض غابة السنط القريبة من مقرن النيلين الأزرق والأبيض بالخرطوم لعمليات قطع جائر تهدد الغابة التي تعد مهمة للتوازن البيئي في العاصمة السودانية.

يذكر أن غابة السنط هي أعرق وأكبر المحميات الطبيعية بولاية الخرطوم وتم ضمها عام 1939 إلى منظومة المحميات الطبيعية وهي عبارة عن نطاق تقليدي حيوي وطبيعي تتكون معظم أشجاره من السنط الذي يتميز بمقاومته العالية لمياه الفيضانات التي عادة ما تغمر الغابة في فصل الأمطار، تعتبر الغابة مأوى للعديد من الطيور المستوطنة والمهاجرة النادرة.

ونفذت إدارة حماية البيئة التابعة للإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية حملة لحماية غابة السنط بالخرطوم من الأنشطة السالبة المتمثلة في الحرق والاتلاف والقطع الجائر خلال الفترة الماضية.

وقال عبد العظيم ميرغني لسودان تربيون إنه لا ينبغي تجاهل الغابات، كما أن حماية غابة السنط لا يمكن أن يتحقق عبر حملات موسمية فقط، بل تتطلب سياسات كبرى مستدامة تقوم على رؤية شاملة تدمج ما بين الحماية البيئية والتطوير الحضري المسؤول، والإدارة الفنية المؤسسية – حسب تعبيره -.

وأثنى ميرغني على الجهود المبذولة من الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية لحماية غابة السنط من التعديات المتكررة.

واعتبر أن ضبط المتورطين ومصادرة الأدوات المستخدمة في القطع الجائر خطوة ضرورية لبسط هيبة القانون، وحماية ما تبقى من هذا الإرث البيئي العظيم – وفقا لقوله -.

وتابع قائلا “خلال تجربتي السابقة ضمن الهيئة القومية للغابات، عملنا وفق تصور متكامل لحماية الغابات بالتعاون مع القوات النظامية، خاصة الشرطة، حيث نُفّذت حملات مشتركة لمكافحة التعديات وفتح مسارات داخل الغابات لتسهيل المراقبة”.

وأضاف “أما من حيث البعد الاستراتيجي، فقد شهدت غابة السنط على مدى أكثر من عقدين محاولات تطوير جادة لتحويلها إلى نموذج حضري بيئي مستدام يجمع بين الحماية والاستثمار الرشيد.

وتنوّعت هذه المبادرات بين مقترحات من شركات وطنية وإقليمية (مثل تاور، بدور سيم، مجموعة برايم، ودال) لبناء منتجعات ومرافق خدمية، ودراسات تخطيطية من جهات رسمية كمركز التنمية الحضرية وهيئة تطوير ولاية الخرطوم.

وذكر ميرغني أن هذه الدراسات تبنت مبدأ التوازن بين الاستغلال المحدود (لا يتجاوز 20%) والمساحات الخضراء المحمية (80%).

وأشار إلى تشكيل لجان وزارية مشتركة لإعداد التصورات النهائية، أُبرمت على إثرها شراكات فعلية.

ووصف غابة السنط برئة حضرية للخرطوم، وركيزة من ركائز التوازن المناخي، وذاكرة بيئية وثقافية للعاصمة، كما يمكن أن تصبح مستقبلاً مدرسة بيئية مفتوحة إن أُحسِن استثمارها.

وأشار إلى أن المطلوب اليوم ليس فقط فرض القانون عبر المداهمات، بل تفعيل رؤية متكاملة لتأهيل الغابة وتطويرها، تُدار عبر شراكة بين الجهات الفنية والأمنية والتخطيطية والمجتمعات المحلية، حتى لا تظل غابة السنط ضحية دائمة للتهميش والإهمال والتعدي.

وكانت نتائج حملة الإدارة العامة للمباحث الجنائية قد أسفرت عن ضبط 41 متهما وشاحنتين، وعربتين تجرهما الدواب و30 فاس قطع.

واتخذت الإدارة العامة للغابات إجراءات قانونية في مواجهة المتورطين وأكد مدير الادارة العامة للمباحث الجنائية اللواء سامي الصديق في تصريح للمكتب الصحفي للشرطة استمرار الحملات الراتبة التي تستهدف المعتدين على غابة السنط من أجل حمايتها باعتبارها محمية طبيعية بموجب القوانين وتمثل نظاما بيئيا متكاملا يساهم في توازن المناخ، مشيرا إلى أن الغابة احدى المزارات السياحية بالبلاد.

سودان تربيون

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا