شهدت مدينة أم درمان خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية حادثتي قتل مروعتين راح ضحيتهما شابان في مقتبل العمر، في ظل تصاعد ملحوظ لأعمال العنف والسطو المسلح التي باتت تؤرق سكان المدينة وتثير مخاوفهم بشأن الانفلات الأمني المتزايد.
في الحادثة الأولى، أقدمت مجموعة من اللصوص على اقتحام منزل المواطن محمد الصادق، المعروف محليًا بلقب “تربي”، في وقت متأخر من ليلة الأحد. وبحسب إفادات شهود عيان ومصادر محلية، حاول المغدور التصدي لمحاولة السطو بشجاعة، إلا أن أفراد العصابة باغتوه بطعنة قاتلة أودت بحياته على الفور. وكان الفقيد قد انتقل مؤخرًا من منطقة الحاج يوسف إلى أم درمان هربًا من تداعيات الحرب، قبل أن يُوارى جثمانه الثرى في مقابر البنداري بشرق النيل.
وفي حادثة منفصلة وقعت بحي الحتانة، تعرض الشاب حامد نبيل لهجوم مسلح من قبل أفراد يُعتقد أنهم ينتمون لعصابة “9 طويلة” المعروفة، وذلك أثناء وجوده أمام منزله. وتشير المعلومات إلى أن الجناة حاولوا انتزاع هاتفه المحمول، لكنه قاومهم، ما دفع أحدهم إلى إطلاق النار عليه، ليفارق الحياة في الحال.
ويُذكر أن القتيـل هو ابن شقيقة الدكتور مجد الدين الشيخ الأحمدي، الناشط السياسي المعروف وشيخ الطريقة الأحمدية.
وتعكس الحادثتان تدهورًا مقلقًا في الوضع الأمني داخل أم درمان، التي تشهد منذ أشهر تصاعدًا في وتيرة الجـ ـرائم المنظمة، وسط غياب واضح للردع الأمني.
وعبّر سكان المدينة عن استيائهم من تكرار هذه الحوادث، مطالبين السلطات المختصة بتكثيف الدوريات، وتفعيل آليات الملاحقة القانونية، وتعزيز التنسيق بين الأجهزة الأمنية للحد من انتشار العصابات المسلحة.