قُتل 5 أشخاص على الأقل وأُصيب آخرون إثر قصف مدفعي شنته قوات الدعم السريع على سوقٍ بمدينة الفاشر، فيما وصلت أسعار السلع الضرورية في المدينة إلى أرقام فلكية تحول دون قدرة المواطنين على الشراء .
ومنذ أكثر من أسبوع، صعّدت الدعم السريع هجماتها المدفعية طويلة المدى، مستهدفة مناطق متفرقة في الفاشر، متجاهلة دعوات أممية بضرورة إقرار هدنة إنسانية لمدة أسبوع لإيصال الغذاء والدواء للمحاصرين داخل المدينة .
وقالت مصادر محلية لـ”سودان تربيون” إن “5 أشخاص قُتلوا اليوم وأُصيب آخرون نتيجة لسقوط قذيفة مدفعية أطلقتها قوات الدعم السريع صوب سوق نيفاشا بمعسكر أبو شوك “.
ويعيش سكان المخيم الواقع شمال مدينة الفاشر وسط ظروف مأساوية، بعد خروج المراكز الصحية من الخدمة، وانعدام الأدوية، وعدم توفر المواد الغذائية، حيث تفاقم الوضع بعد توقف المطابخ الجماعية باستثناء واحد فقط .
وأفادت ذات المصادر أن الجيش السوداني والدعم السريع تبادلا منذ وقت مبكر من صباح اليوم القصف المدفعي العنيف وبشكل مكثف، حيث قصف الجيش من مواقعه غرب المدينة أهدافًا ثابتة ومتحركة للدعم السريع في الجزء الشرقي والجنوبي من مدينة الفاشر، فيما ردّت قوات الدعم السريع بقصف مماثل استهدف قيادة الفرقة السادسة مشاة ومعسكر “يوناميد” سابقًا الذي تتخذه القوة المشتركة مقرًا لقيادتها .
وفي الأثناء، قصفت طائرة مسيّرة استراتيجية تتبع لقوات الدعم السريع في الساعات الأولى من صباح اليوم مواقع متفرقة من مدينة الفاشر .
ارتفاع أسعار السلع
وفي سياق آخر، قال تاجر في سوق نيفاشا تحدّث لـ”سودان تربيون” إن أسعار السلع المتبقية في السوق واصلت الارتفاع بشكل جنوني خلال الأيام الثلاثة الماضية، برغم قرارات حكومة شمال دارفور التي حظرت المضاربة في السلع واحتكارها .
ويُعد سوق نيفاشا الوحيد الذي يعمل داخل الفاشر بنسبة تقل عن 50%، ومع ذلك ظل المرفق يتعرض لهجمات جوية ومدفعية باستمرار من الدعم السريع، مما نتج عنه مقتل عشرات المدنيين ودمار هائل طال المتاجر .
وكشف التاجر عن وصول جوال الدخن، وهو الغذاء الرئيسي لسكان مدينة الفاشر، إلى نحو 1.600.000 جنيه سوداني- 750 دولار- بعد أن كان يُباع بنحو مليون جنيه سوداني خلال الأسبوع الماضي، مشيرًا إلى أن جوال الذرة الرفيعة بلغ سعره نحو 1.500.000 جنيه-700 دولار- فيما انخفض جوال السكر زنة 50 كيلوجرامًا من 4 ملايين ليُباع اليوم بواقع 3.600.000 جنيه- 1600 دولار-
وأفاد التاجر بوجود صعوبات بالغة في الحصول على ملح الطعام والأرز، ودقيق المخابز، وعدد كبير من البقوليات والخضروات الطازجة نتيجة لتشديد الحصار على المدينة من قبل الدعم السريع .
وتتعرض عاصمة ولاية شمال دارفور لحصار خانق من الدعم السريع منذ أبريل 2024، كما أن المدينة تشهد مواجهات دامية بين الجيش وحلفائه من الحركات المسلحة ضد القوات، تسببت في مقتل أعداد كبيرة من المدنيين وتدمير للمنازل والمنشآت الخدمية .