شهدت مدينة المالحة، الواقعة على بُعد نحو 210 كيلومترات شمال شرق الفاشر، يوم الاثنين، غارات جوية نفّذتها طائرات مسيّرة، وسط أوضاع إنسانية صعبة يعيشها السكان والنازحون، مع حظر فرضته قوات الدعم السريع على استخدام أجهزة “ستارلينك” داخل المدينة.
ووفقًا لأربعة مصادر محلية متطابقة لـ”دارفور24″، فإن طائرة مسيّرة يُعتقد أنها تابعة للجيش السوداني استهدفت مركز صيانة للمركبات القتالية يتبع لقوات الدعم السريع، ويقع بالقرب من مباني المحلية.
وأفادت المصادر بأن الغارة تسبّبت في تصاعد كثيف لأعمدة الدخان في سماء المدينة، دون توفّر معلومات دقيقة حول الخسائر في الأرواح أو المعدات.
وذكر أحد المتطوعين المحليين، الذي غادر المدينة قبل أسبوع إلى منطقة مجاورة، أن قوات الدعم السريع فرضت حظرًا على استخدام أجهزة “ستارلينك”، واقتصرت الخدمة على جهاز واحد في السوق المحلي يُستخدم لأغراض التحويلات البنكية والتواصل بين المواطنين وذويهم.
وأشار إلى أن بعض الأسر النازحة، التي لجأت إلى القرى المحيطة، عادت إلى المدينة رغم التدهور الحاد في الأوضاع المعيشية والإنسانية وغياب الأمن.
وفي سياق متصل، قالت إحدى المواطنات “ع. س” إن منازل عدة في الأحياء الشمالية والجنوبية من المدينة تعرّضت لعمليات سرقة منظّمة، حيث يقوم مسلحون بتحميل الممتلكات في شاحنات كبيرة، مشيرةً إلى أن بعض المنازل تم نهبها بالكامل، بما في ذلك الأبواب والنوافذ وأسقف الزنك.
وحذّر متطوع آخر من تفاقم معاناة مئات النازحين القادمين من مدن كردفان ودارفور، والمقيمين حاليًا في مراكز الإيواء داخل المدينة، إضافة إلى وجود عدد من العالقين الذين تقطّعت بهم السبل أثناء محاولتهم التوجّه إلى ليبيا.
وأوضح أن توقف حركة الشاحنات التجارية القادمة من الدبة بالولاية الشمالية ومن مدينة الكفرة الليبية أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، مع اعتماد السكان على كميات محدودة من البضائع القديمة التي يحتفظ بها التجار في الأحياء، بعد أن طالت عمليات النهب السوق الكبير عقب اقتحام المدينة من قبل قوات الدعم السريع.
وسيطرت قوات الدعم السريع على مدينة المالحة في مارس الماضي، عقب معارك عنيفة مع الجيش السوداني والقوة المشتركة للحركات المسلحة المتحالفة معه.
دارفور 24