آخر الأخبار

هدنة البرهان الأحادية في الفاشر.. مناورة عسكرية أم رضوخ للضغوط الدولية؟

شارك

بشكل مفاجئ أعلن قائد الجيش “عبد الفتاح البرهان” عن قبول هدنة إنسانية في الفاشر إستجابة لمقترح من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، جاء إعلان الهدنة من طرف حكومة الأمر الواقع في بورتسودان ، ولم يتم الكشف عن أي تفاصيل بشأنها، بما في ذلك موعد دخولها حيز التنفيذ أو كيفية تسليم المساعدات وتوزيعها، ويأتي هذا الموقف بعد إعلان إعلام مجلس السيادة السوداني، في وقت سابق أن البرهان وافق على مقترح قدمه الأمين العام للأمم المتحدة. لإقرار هدنة إنسانية لمدة أسبوع في الفاشر، لتسهيل إيصال المساعدات للمدنيين المتضررين .

وفي مايو الماضي إستهدف الجيش السوداني عبر طائرات مسيرة قافلة تابعة للأمم المتحدة كانت تنقل مساعدات إنسانية تتبع لمنظمة الغذاء العالمي واليونيسف في مدينة الكومة، مما ساهم في تفاقم الأزمة الإنسانية بدارفور بعد توقف حركة القوافل الإنسانية الى النازحين في معسكرات النزوح حول مدينة الفاشر.

و فيما لم تمض ساعات على إعلان حكومة بورتسودان للهدنة ، أكدت قوات الدعم السريع عدم وجود أي تنسيق معها في الأمر واعتبرت الهدنة التي تسوق لها حكومة بورتسودان ما هي إلى محاولة يائسة من البرهان لكسب الوقت لإدخال ذخائر و مواد غذائية لجيشه المحاصر في المدينة، حيث يواجه الجيش والمليشيات المتحالفة معه حصاراً خانقاً فرضته قوات الدعم السريع على المدينة ، فيما تتحصن قوات الجيش في مقر الفرقة السادسة وبعض المقار الحكومية ، في وقت غادر غالبية السكان المدينة.

ومؤخرا أجلت قوات تحالف تأسيس أكثر من (350) ألف من الفاشر إلي منطقة طويلة، وسط أوضاع إنسانية صعبة؛ حيث يقول معظم الفارين من القتال في مدينة الفاشر إنهم مجبورين علي عدم الخروج بسبب المضايقات التي تاتيهم من قبل الجيش وحلفاءه داخل المدينة.

وتأتي مطالبة البرهان لهدنة في الفاشر لدخول الإغاثة في أعقاب تشديد قوات الدعم السريع على حصارها للفاشر، وكان البرهان اعلن في وقت سابق بأن لا أغاثة إلا بعد توقف الحرب.

الإستجابة في وصول المساعدات الإنسانية

قوات الدعم السريع التي أبدت مرونة بشأن وصول المساعدات الإنسانية إلى الفاشر ، أكدت عدم وجود أي تفاوض معها بشأن الهدنة، وفي وقت بدات فيه أصوات تدعو إلى السلام تزامناً مع تحركات الدعم السريع الأخيرة وسيطرتها علي منطقةالمثلث الحدودية والإنفتاح نحو الولايةالشمالية.

وفي ذات السياق قال مستشار قائد قوات الدعم السريع “محمد المختار النور” في تصريح لصحيفة الشرق الأوسط، ان قوات الدعم السريع، لم تُبلَّغ رسمياً من أي جهة بطلب هدنة إنسانية في مدينة الفاشر، التي تسعى إليها جهات دولية متعددة لإيصال الإغاثة إلى الآلاف من المدنيين المحاصَرين هناك، والمهدَّدين بمجاعةٍ محدقة.

وأضاف المستشار القانوني للدعم السريع ، إن قواته لن تقبل بأي هدنة لوقف إطلاق النار، جزئية كانت أو غيرها، في الفاشر أو المناطق الأخرى.

وأشار المختار إلى أن مدينة الفاشر أصبحت خالية بعد أن غادرها آلاف المدنيين، وأن الموجودين مقاتلون يتبعون للجيش والقوة المشتركة.

و يقول المستشار بقوات الدعم السريع، “الباشا طبيق”، إن الحديث عن هدنة إنسانية في الفاشر “ليس إلا محاولة يائسة من قائد الجيش عبد الفتاح البرهان لفك الحصار عن قواته، عبر إدخال ذخائر ومواد غذائية تحت غطاء العمل الإنساني”، على حد تعبيره.
وفي منشور عبر حسابه على منصة “إكس”، قال طبيق إن قوات الجيش داخل المدينة “تعيش لحظاتها الأخيرة بعد فشل جميع محاولاتها العسكرية، كان آخرها متحرك الصياد الذي تم تدميره بالكامل في معركة الخوي”. وأضاف أن “هذه الهدنة ليست مرتبطة بالعمل الإنساني بأي شكل، بينما تعمل قوات الدعم السريع فعلياً على فتح ممرات آمنة وتأمين خروج المدنيين من الفاشر، بعدما ظل الجيش وحلفاؤه يستخدمونهم كدروع بشرية لإعاقة تقدم قواتنا”.
وطالب طبيق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني بالتواصل المباشر مع “قوات تأسيس” والوكالة السودانية للمساعدات الإنسانية — التي وصفها بأنها الذراع الإنساني لقوات الدعم السريع — للتنسيق حول إيصال المساعدات إلى المناطق الآمنة خارج الفاشر، محذراً من الاستجابة لما وصفه بـ”دعوات الهدنة المفخخة”.

مناورات “مناوي” بشأن الهدنة

وتفرض قوات الدعم السريع حصاراً مشدداً على مدينة الفاشر منذ أبريل 2024، في ظل معارك متواصلة مع الجيش السوداني وحلفائه من الحركات المسلحة. وأسفرت المواجهات عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى بين المدنيين، إلى جانب دمار واسع في الأحياء السكنية والمرافق الحيوية. ويواجه السكان وضعاً إنسانياً بالغ القسوة، مع نقص حاد في الغذاء والدواء، خصوصاً بعد توقف الجيش عن إسقاط الإمدادات جواً منذ أبريل الماضي، إثر إسقاط طائرة شحن تابعة له بصاروخ أطلقته قوات الدعم السريع.

فيما سارع رئيس حركة جيش تحرير السودان “مناوي” لأول مرة بتأييد الهدنة التي أعلنها قائد الجيش، قائلًا إنها تمثل فرصة لإدخال المساعدات الإنسانية للمدنيين، بينما صمت “مناوي ” طوال الشهور الماضية في تعزيز حماية المدنيين الذين تحاصرهم قوات المشتركة التى أشارت تقارير صحيفة علي إستخدام المواطنين كدورع بشرية ورفضت مرراً بالسماح لهم مغادرة الفاشر، وسط مناشدات متكررة من منظمات وطنية واممية بالرفض القطاع في إستخدام الغذاء كسلاح في الحرب.

مصير الهدنة التي أعلنها الجيش أصبحت على المحك ، خاصة أن هناك عدم تنسيق مع جانب الدعم السريع ، و ذكرت قوات الدعم السريع، إنها لم تبلّغ رسمياً من أي جهة بطلب هدنة إنسانية في مدينة الفاشر التي تسعى إليها جهات دولية متعددة، لإيصال الإغاثة إلى الآلاف من المدنيين المحاصرين هناك، والمهددين بمجاعة محدقة.

المصدر: صحيفة إدراك

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا