نفت مصادر رفيعة في وجود أي اتفاق أو تواصل مع الأمم المتحدة بشأن هدنة مؤقتة لمدة أسبوع في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، غرب السودان.
ونقلت “إرم نيوز”، عن مصادر أن الحديث عن هدنة مؤقتة هو “خطوة أحادية” من جانب قوات بورتسودان، مشددة على أن أي حديث عن وقف إطلاق النار، يجب أن يطرح في إطار ترتيبات سلام شامل لوقف الحرب في كل البلاد.
وكانت وسائل إعلام سودانية، ذكرت أن البرهان “وافق” على هدنة لمدة أسبوع في الفاشر، وأن ذلك جاء “بناء على طلب من الأمم المتحدة”، وهو أمر نفته مصادر في قوات الدعم السريع، التي أكدت عدم وجود أي تواصل من قبل الأمم المتحدة.
واعتبر مراقبون أن “الهدنة” طُرحت من قبل قوات البرهان، في محاولة لتخفيف الضغط العسكري الذي تفرضه “الدعم السريع” التي تفرض حصاراً محكماً على الفاشر، مع توغل قواتها وسيطرتها على مناطق واسعة وسط المدينة، وتهديد مقر الفرقة العسكرية التابعة لبورتسودان.
وتستغرب أوساط سودانية “موافقة” البرهان على هدنة في الفاشر، بينما سبق أن رفض عدة عروض ومبادرات إقليمية ودولية للدخول لهُدن متعددة لوقف القتال حول المدينة لإدخال المساعدات الإنسانية؛ ما يؤكد أن مبادرة قوات بورتسودان إلى طلب وقف إطلاق النار هذه المرة، هدفها تأخير سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر.
وتُعد الفاشر المعقل الأخير لقوات بورتسودان وحلفائها من الميليشيات المسلحة في إقليم دارفور، غرب البلاد، إذ تسيطر “الدعم السريع” على بقية الولايات الأربع الأخرى.
ووفق مصادر محلية تحدثت لــ”إرم نيوز”، فقد شهدت مدينة الفاشر في الأشهر الماضية موجات نزوح كبيرة للمدنيين، تقدر بمئات الآلاف، إلى المناطق الآمنة في شمال الولاية التي تسيطر عليها “قوات تأسيس”، بقيادة “الدعم السريع”، والتي استطاعت تجهيز معسكرات وتوفير مواد الإغاثة ومستلزمات الإيواء.
وأكدت المصادر، أنه لم يتبق في المدينة سوى بضعة آلاف من المدنيين المحتجزين قسرياً، من قبل مقاتلي قوات بورتسودان والميليشيات المسلحة المتحالفة معها، إضافة إلى كتائب المقاومة الشعبية “المستنفرين”، التي تقاتل في صفوف قوات البرهان.
ورأى المستشار بقوات الدعم السريع، الباشا طبيق، أن الهدف من الحديث عن هدنة مؤقتة في الفاشر هو “محاولة يائسة من البرهان، لإدخال ذخائر ومواد غذائية إلى ميليشياته المحاصرة”. وأكد في تدوينة على منصة “إكس” أنه لاعلاقة لهذه الهدنة بالعمل الإنساني.
وأضاف طبيق أن “قوات تأسيس” تعمل منذ أشهر على فتح ممرات مسارات آمنة لتأمين إخلاء السكان من الفاشر “الذين تستخدمهم ميليشيات البرهان وحركات الارتزاق المسلح، دروعاً بشرية لتأخير تحرير المدينة”، وفق تعبيره.
وشدد على ضرورة أن تتواصل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة في الحقل الإنساني، مباشرة مع “قوات تأسيس” والوكالة السودانية التابعة لــ”الدعم السريع” للتنسيق بشأن كيفية توصيل المساعدات للسكان في المناطق الآمنة، خارج الفاشر، وألا تستجيب لدعوات “الهدنة المفخخة.
إدراك نيوز