آخر الأخبار

استمرار موجات النزوح من الفاشر بعد تدهور الوضع المعيشي

شارك

تتواصل موجات النزوح من مدينة الفاشر ومخيم أبوشوك في ولاية شمال دارفور، مع تصاعد حِدة التدهور الأمني والإنساني، وارتفاع أسعار السلع الغذائية، وانعدام السيولة النقدية والأدوية، وفقًا لما أفاد به شهود عيان ومصادر محلية.

وتفرض قوات الدعم السريع حصارًا مشددًا على المدينة منذ أبريل من العام الماضي، في محاولة للسيطرة عليها بوصفها آخر قيادات الجيش السوداني الرئيسية بإقليم دارفور.

وقال أحد سكان المدينة، فضّل عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، لـ”دارفور24″، إنه قرر مغادرة المدينة الأسبوع المقبل مع أسرته، بعد أن أصبحت الأوضاع غير محتملة، لاسيما جراء القصف المدفعي المتواصل على الأحياء، وغلاء أسعار المواد الغذائية، وانعدام النقد والأدوية.

وأضاف أن سكان أحياء النصر، والدرجة الأولى، والشرفة، ومخيم أبوشوك، غادروا منازلهم بأعداد كبيرة، كما شهدت مراكز الإيواء انخفاضًا في عدد النازحين، خاصة مركز إيواء جامعة الفاشر الواقع غربي المدينة والمجاور للمطار ويعد اكبر مركز إيواء بالمدينة.

وفي السياق ذاته، كشفت النازحة صفية آدم النور، المقيمة بأحد مراكز الإيواء، عن رغبتها في مغادرة المركز، بعد أن غادر أقرباؤها إلى منطقة طويلة سيرًا على الأقدام. وأوضحت أن عدم امتلاكها لأموال كافية لاستئجار عربة “كارو” لنقل أغراضها وأطفالها هو العائق الوحيد أمام المغادرة.

ووصفت صفية الأوضاع داخل المدينة بأنها “كارثية”، مشيرة إلى انعدام الغذاء، والنقص الحاد في الأدوية والمستهلكات الطبية، وشحّ مياه الشرب، واكتظاظ النازحين في مراكز تقديم الطعام المعروفة بـ”التكايا”.

وأضافت: “الامباز الذي كان يُوزع مجانًا، أصبح يُباع الآن بألف جنيه، ومع ذلك لا يستطيع الكثيرون توفير هذا المبلغ”.

رواية صفية تطابقت مع إفادة شاهد عيان آخر، رمَز لنفسه بـ”أبو يزيد”، أكد فيها صعوبة الحياة في الفاشر تحت الحصار، مشيرًا إلى اعتماد السكان على التكايا التي لم تعد تلبي احتياجاتهم، معلنًا نيته النزوح إلى مدينة مليط بحثًا عن حياة أكثر استقرارًا لأسرته.

وفي منشور على صفحته، قال المتطوع محيي الدين شوقار يوم الأربعاء، إن سعر جوال الدخن بلغ مليون جنيه سوداني، بينما وصل سعر جوال الذرة إلى 850 ألف جنيه، لافتًا إلى انعدام الشاش الطبي، ما اضطر البعض لاستخدام “الناموسية” في معالجة الجرحى.

وكان والي شمال دارفور، الحافظ بخيت محمد، قد دعا في 12 يونيو الجاري سكان الفاشر إلى عدم الاستجابة لدعوات النزوح، رغم تدهور الوضع الإنساني وتفشي الجوع نتيجة الحصار، متهمًا بعض التجار والسماسرة باحتكار السلع ورفع أسعارها عمدًا.

وأعلن الوالي حينها عن تشكيل لجنة لضبط الأسواق، موجهًا باتخاذ إجراءات صارمة ضد المتورطين في الاحتكار، كما منح التجار مهلة 72 ساعة لإخراج السلع المخزنة للأسواق، مهددًا بمصادرتها وتوزيعها مجانًا على المواطنين. غير أن القرار لم يُنفذ، وبقيت الأوضاع على حالها، وفقًا لشهود ومصادر محلية.

وبحسب مصفوفة تتبع النزوح التابعة لمنظمة الهجرة الدولية، فقد نزحت نحو 389 أسرة من مخيم أبوشوك ومدينة الفاشر خلال الفترة من 22 إلى 24 يونيو الجاري، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية.

وأشارت تقارير المنظمة إلى أن هذه الأسر انتقلت إلى مواقع أخرى داخل محلية الفاشر، فضلًا عن مناطق بمحليات السريف، طويلة، والطينة بشمال دارفور، مؤكدة أن الوضع في المنطقة لا يزال متوترًا وسريع التغير.

دارفور 24

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا