آخر الأخبار

توثيق 400 حالة عنف جنسي منذ اندلاع حرب السودان

شارك

منذ اندلاع الحرب السودانية منتصف أبريل/ نيسان 2023، وثّق أكثر من 400 حالة عنف جنسي، حسب ما قالت «المبادرة الاستراتيجية لنساء القرن الأفريقيّ» (شبكة صيحة) مشيرة إلى أن 23.8 % من مجمل الحالات هي لطفلات. كما تحدثت عن اغتصابات جماعية، وعمليات اختطاف واستعباد جنسي.
وحذرت من أن النساء والفتيات في السودان ما زلن يواجهن أبشع أشكال العنف والانتهاكات في ظل النزاع المستمر منذ أكثر من عامين، مبينة أن كثيرا من الضحايا والناجيات تعرضن لإصابات جسدية مروعة، وفقد العديد منهنّ حياتهنّ. ولفتت إلى الآثار النفسية والاجتماعية العميقة، التي تتركها هذه الجرائم وتزيد من معاناة الناجيات، وتحد من قدرتهن على التعافي وتلقي الخدمات.
وأشارت إلى أن العنف الجنسي المرتبط بالنزاع لا يطال الضحايا فقط، بل يمتد تأثيره إلى أسرهن ومجتمعاتهن بأكملها، مشيرة إلى أنه أداة ممنهجة لإخضاع النساء، وترهيب وتهجير المجتمعات.
ودعت إلى العمل بجدية من أجل محاسبة المتورطين في الانتهاكات، مضيفة:» أنه من المجحف النظر إلى معاناة النساء والفتيات كأثر جانبي للحرب، أو تجاهل أصواتهن في مسارات العدالة والمحاسبة والوصول للسلام».
وشددت على إن «الجدية في ضمان المحاسبة والمساءلة عن هذه الانتهاكات شرط أساسي لإنهاء دوائر العنف الممتدة في السودان، وتحقيق سلام دائم وشامل».
وكانت «شبكة صيحة» قد اتهمت قوات «الدعم» بارتكاب جرائم ضد النساء والفتيات، بما في ذلك حملات واسعة النطاق من العنف الجنسيّ.
واعتبرت تلك الجرائم جزءا من استراتيجية واسعة النطاق استخدمتها قوات الدعم السريع لإرهاب وترويع سكان دارفور على مدى السنوات العشرين الماضية واستمرت في استخدامها في الحرب الحالية ضد المدنيين في الخرطوم ومناطق غرب شمال ووسط وجنوب دارفور.

وحسب تقرير نشرته (يونيسف) في مارس/ آذار الماضي، رصدت حالات اغتصاب طالت رضعا لا تتجاوز أعمارهم عاماً واحداً، في خضم الصراع الذي يعم السودان، مشيرة إلى «أن ملايين الأطفال في السودان يواجهون خطر الاغتصاب وأشكالاً أخرى من العنف الجنسي في انتهاك مروع للقانون الدولي الذي يرقى إلى مستوى جريمة حرب».
وبينت أن حالات العنف الجنسي ضد الأطفال تتصاعد أثناء غزو المدن ومداهمات منازل الناس وعند الفرار من الخطر أو خلال الاحتجاز.
وأدانت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السـودان الاعتداءات الممنهجة ضد الفتيات والنساء السودانيات، محذرة من أن الحروب لا تخاض على أجساد النساء.
وطالبت بضغط دولي واسع لإيقاف تلك الجرائم التي وصفتها بـ «المتوحشة وغير الإنسانية».
وأكدت أن جريمة الاغتصاب جريمة كبيرة ومعقدة، لا ينتهي تأثيرها على الضحية، وأنه بخلاف الأذى الجسدي يستمر الأذى النفسي لفترات طويلة وقد يستمر مدى الحياة، وقد يؤدي إلى الانتحار إن لم تتلق الضحية السند المناسب. ويمتد الأذى ليشمل الأسرة التي تعاني كثيراً جراء ذلك والمجتمع الذي يفقد الأمن والأمان.
واتهمت «الدعم السريع» باستخدام الاغتصاب كسلاح في حروبها، مشيرة إلى أن ذلك حدث خلال حرب دارفور وفض اعتصام المدنيين أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة في 3 يونيو/ حزيران 2019، وأن تلك القوات عادت واستخدمته خلال الحرب الدائرة في الخرطوم ومناطق أخرى في السودان.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» في بيان، الخميس، إن الناجيات من العنف الجنسي في السودان يواجهن معاناة لا توصف، مع محدودية فرص حصولهن على الرعاية والحماية والعدالة.
وأكد على ضرورة العمل لتوفير الوقاية والرعاية والحماية للناجيات من العنف الجنسي في السودان.
وتفتقر الناجيات من العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي في السودان إلى الرعاية الكافية، بما فيها الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية والرعاية النفسية الاجتماعية، إلى جانب استهداف المدافعين عن حقوق الإنسان والمستجيبين الأوائل الذين يوثقون الانتهاكات ويقدمون الخدمات للناجين.

القدس العربي

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا