تدور معارك ضارية، بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان (جنوب غربي البلاد)، وسط أنباء عن توغل كبير لــ«الدعم السريع» وتطويق اللواء 89 أكبر فرق الحامية العسكرية للجيش في المدينة.
وأفادت مصادر عسكرية بأن اشتباكات عنيفة تجددت في مناطق متفرقة من بابنوسة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والخفيفة، بعد أشهر من فرض «الدعم السريع» لحصار على المدينة من اتجاهات عدة.
وتُعد بابنوسة التي تبعد نحو 697 كيلومتراً عن العاصمة الخرطوم، من المدن المهمة في إقليم كردفان، وهي ملتقى محطات التقاطع الرئيسية لسكك الحديد في السودان، إذ تربط غرب السودان بشرقه وشماله. وتداولت حسابات وصفحات على شبكات التواصل الاجتماعي موالية للجيش السوداني مقاطع فيديو تُظهر جنوداً يزعمون إحباط محاولة هجوم لـ«قوات الدعم السريع» على المدينة، إلا أنه لم يصدر أي بيان رسمي من الجيش بشأن تلك المواجهات.
في المقابل نشر عناصر من «الدعم السريع» تسجيلات مصورة لمواجهات من خلف الخنادق التي تحيط بمقر الفرقة العسكرية. وفي حال خسارة الجيش السوداني لحاميته بالمنطقة يتقلص وجوده بشكل كبير في غرب كردفان، خصوصاً بعد سيطرة «الدعم السريع» على مدن النهود والخوي وأم صميمة وكازقيل، وهي مناطق تضع مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان تحت حصار محكم من جهات عدة.
عناصر من «قوات الدعم السريع» في الفاشر عاصمة شمال دارفور (تلغرام)
وأفادت مصادر عسكرية بأن «قوات الدعم السريع»، توغلت في بابنوسة، وبدأت في التسلل نحو مقر (الفرقة 22 مشاة)، قبل أن تتدخل قوات الجيش وتشتبك معها في الدفاعات المتقدمة. وأشارت إلى «سقوط عدد من القتلى والإصابات وسط المقاتلين بين القوتين المتقاتلين».
وتدور المعارك في مدينة بابنوسة التي أصبحت شبه خالية من السكان تماماً، بسبب المواجهات المستمرة التي جرت في الأشهر الماضية بين الجيش و«الدعم السريع».
وحققت «قوات الدعم السريع» في الأسابيع الماضية انتصارات متعددة على الجيش في إقليم كردفان، بالسيطرة على غالبية محليات ومدن وبلدات في ولايتي جنوب غربي الولاية، وفي الوقت نفسه تفرض حصاراً شديداً على مدينة الأبيض من محاور عدة في محاولة للسيطرة عليها.
وقال شهود عيان لــ«الشرق الأوسط» إن الجيش السوداني شن في الأيام الماضية ضربات جوية مكثفة عبر المسيّرات لإيقاف الهجوم الواسع على المدينة والمنطقة العسكرية. وصمدت حامية الجيش السوداني في بابنوسة أمام العشرات من الهجمات التي شنتها «قوات الدعم السريع» بالقصف المدفعي ومحاولات التسلل المستمرة على مدار الأشهر الماضية.
وتعرض الجيش السوداني لخسائر كبيرة في صفوفه إبان المعارك التي دارت في الخوي منتصف مايو (أيار) الماضي، أجبرته على الانسحاب وإعادة التموضع في القاعدة العسكرية الرئيسية في مدينة الأبيض. وبحسب المصادر يجري الجيش استعدادات لتحريك قوات كبيرة لاستعادة كل المناطق التي تسيطر عليها«الدعم السريع» في غرب كردفان، في إطار خطة عسكرية لفتح الطرق أمام قواته لفك الحصار عن مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. ومنذ انسحاب «قوات الدعم السريع» من مدن العاصمة السودانية الخرطوم، في مارس (آذار) الماضي، انتقلت المعارك إلى مناطق واسعة في ولايات إقليم كردفان، المجاور لدارفور.