أكدت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية بالإنابة في السودان، كريستين هامبروك، استمرار ورود تقارير عن العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات بشكل ينذر بالخطر، مع دخول الحرب في السودان عامها الثالث.
وفي بيان أصدرته بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع، واطلع عليه راديو دبنقا، عبّرت المنسقة الأممية عن تضامنها مع الناجين من العنف الجنسي في جميع أنحاء السودان، مجددة الالتزام الجماعي بمنع هذه الانتهاكات الجسيمة والتصدي لها.
وقالت بعثة تقصّي الحقائق بشأن أوضاع حقوق الإنسان في السودان، في إحاطتها أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إن عدد الناجين من الاغتصاب تضاعف بنسبة 288%.
وفي دارفور، قال آدم رجال، الناطق الرسمي باسم منسقية النازحين واللاجئين، لراديو دبنقا، إنهم وثّقوا 95 حالة عنف جنسي قائم على النوع الاجتماعي، خلال فرار النازحين من الفاشر إلى طويلة.
أشارت المنسقة الأممية في السودان إلى تعرّض النساء والفتيات للاغتصاب، والاستعباد الجنسي، والاختطاف، وغيرها من أشكال العنف الوحشي. كما لفتت إلى تعرّض الرجال والفتيان للعنف الجنسي، غالبًا في صمت، ودون إدراك كافٍ لاحتياجاتهم، مشيرة إلى قلة فرص الحصول على الرعاية أو الحماية أو العدالة.
وأشادت بشجاعة الناجيات من العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات، اللواتي يواصلن التحدث علنًا رغم الوصمة والخوف. كما أثنت على دور المنظمات التي تقودها نساء، وتقدم دعمًا أساسيًا للناجين، رغم محدودية الموارد وخطورة الظروف.
ونوّهت إلى جهود مقدمي الخدمات في الخطوط الأمامية، الذين يوفرون رعاية منقذة للحياة، ودعمًا لضحايا الصدمات، ومساحات آمنة في بعض المناطق الأكثر تضررًا.
لفتت المنسقة الأممية إلى نداءات أطلقها الناجون، تطالب بالدعم، واتخاذ إجراءات تعترف بتجاربهم وتعيد إليهم كرامتهم.
وأكدت ضرورة توفير خدمات شاملة لتلبية الاحتياجات المتزايدة للناجيات، خاصة النساء والفتيات، ووصفت تلك الخدمات بأنها منقذة للحياة، تُسهم في منع المزيد من الأذى، وتلبية الاحتياجات الطبية العاجلة، ودعم الناجين في مسار التعافي.
وقالت إن الأمم المتحدة ملتزمة بإعطاء الأولوية لحقوق الناجين وكرامتهم، مؤكدة استمرار دعمها للمنظمات السودانية التي تقودها نساء، والتي تتصدّر تقديم الخدمات ومناصرة الناجين، وتُعدّ قيادتها محورية لتعزيز استجابات فعالة، شاملة، وخاضعة للمساءلة.
وأضافت:
“يُعدّ هذا اليوم تذكيرًا قويًا: لا يمكننا السماح بتطبيع العنف الجنسي أو التغاضي عنه. علينا أن نتحرك – عبر الوقاية، ورعاية وحماية الناجين وأسرهم، ومحاسبة الجناة، والتعاون المستدام بين جميع قطاعات المجتمع”.
وشدّدت على ضرورة تحويل الالتزامات إلى أفعال ملموسة، وألا يُترك أي ناجٍ خلف الركب.
دبنقا