اعتمد التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود)، وثيقة الرؤية السياسية، مؤكدًا أنّ السودان يقف اليوم عند مفترق طرق مصيري، حيث تعصف به حربٌ هي الأكثر تدميراً في تاريخه الحديث.
واعتبر التحالف أن هذه الحرب، في جوهرها هي حرب لتصفية ثورة ديسمبر المجيدة وقبرها وقطع الطريق أمام ابتدار مسار تحول مدني ديمقراطي حقيقي، يحقق غايات الثورة في السلام والحرية والعدالة.
نص الورقة السياسية للتحالف:
التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود)
رؤية سياسية لإنهاء الحروب واستعادة الثورة وتأسيس الدولة
يونيو 2025
يقف السودان اليوم عند مفترق طرق مصيري، حيث تعصف به حربٌ هي الأكثر تدميراً في تاريخه الحديث، لم تكن وليدة اللحظة، بل امتداد لصراعٍ طويل بين قوى التغيير الديمقراطي، التي تناضل من أجل بناء وطنٍ حرٍ وعادل يعبر عن جميع أقوامه، وبين قوى الاستبداد، التي لم تتوانَ عن توظيف العنف للحفاظ على نفوذها وفرض نموذجها الأحادي قسراً على جميع أهل السودان. إن جذور هذه الحرب عميقة في تاريخنا الوطني ولها أبعاد سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية تمثلت في أزمة حكم مزمنة، كرست كافة أشكال الإقصاء، وأعادت إنتاج الاستبداد عبر عسكرة الدولة، ونهب الموارد، وإذكاء الصراعات العرقية والجهوية وتعميق الاختلالات الاجتماعية والتنموية، واستخدام التنوع الثقافي والديني كسلاح للفرقة بدلاً من أن يكون مصدراً للقوة. كذلك، لعبت المصالح الاقتصادية دوراً رئيسياً في تأجيج النزاعات، حيث تمركزت الثروات في يد القلة، بينما ظل الفقر والتهميش سمة غالبية المناطق المنتجة، كل ذلك والسودان يقع في محيط إقليمي ودولي مضطرب. تتقاطع فيه المصالح والمطامع مما جعل بلادنا فريسة سهلة لهذه التقاطعات.
عمّق نظام الإنقاذ هذه الأزمة الوطنية خلال عقوده الثلاث العجاف، حوّل الدولة إلى أداة قمعية لخدمة مشروع الإسلام السياسي الفاشي الإرهابي، مستخدماً سياسات التمكين لتصفية مؤسسات الخدمة المدنية والقوات النظامية، وإعادة تشكيلها وفق ولاءات حزبية وأيديولوجية، واستخدم كافة الوسائل بما فيها التعليم كأداة لقهر الشعب السوداني، كما عمد النظام إلى تفكيك الجيش السوداني عبر اختراقه وخلق جيوش موازية له، كما استخدم نظام الإنقاذ الحرب كوسيلة للبقاء، فأجج النزاعات المسلحة في جنوب السودان، ودارفور، وجنوب كردفان، والنيل الأزرق، وعمل على تقسيم المجتمع عبر خطاب الكراهية، واستغلال الهويات العرقية والجهوية لخلق بيئة صراعية دائمة. كذلك، أدى الفساد ونهب الموارد إلى انهيار الاقتصاد، مما عمّق الفجوة بين المركز والأطراف، وخلق بيئة من الفوضى والتوتر الدائم. هذه السياسات خلفت أكبر وصمتي عار في جبين نظام الحركة الإسلاموية وهي تقسيم البلاد والإبادة الجماعية في دارفور، ليتركوا خلفهم حطام وطن على طريق الانهيار، ويبذروا وصفة الحرب الحالية التي تعصف بالبلاد.
جاءت ثورة ديسمبر المجيدة كلحظة تاريخية فاصلة لبداية عهدٍ جديد يعالج تركة خراب نظام الإنقاذ، لكن القوى العسكرية والأمنية، التي تربّت في كنف الاستبداد، رفضت الانصياع لإرادة الشعب، واستمرت في تقويض المسار الديمقراطي، فكان انقلاب 25 أكتوبر 2021 هو أولى خطوات السير نحو الحرب الحالية التي اندلعت في أبريل 2023، بين القوات المسلحة والدعم السريع، عقب تزايد الاستقطاب والصراع بينهما لتشعل الحركة الإسلامية شرارتها الأولى لخلق حالة فوضوية تستعيد عبرها هيمنتها على البلاد وتصفي الثورة وقواها وتقايض حرية الناس وكرامتهم بمشروعها الاستبدادي، لذا فإنها لم تدخر جهداً لتأجيج الصراع وقطع كل سبل ايقافها عبر الحلول السلمية التفاوضية.
إن هذه الحرب هي فى جوهرها هي حرب لتصفية ثورة ديسمبر المجيدة وقبرها وقطع الطريق أمام ابتدار مسار تحول مدني ديمقراطي حقيقي، يحقق غايات الثورة في السلام والحرية والعدالة.
لقد فجرت هذه الحرب كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث تحولت المدن إلى ساحات دمار، وأُجبر الملايين على الفرار من ديارهم، بينما يواجه من تبقى في مناطق الصراع الجوع والمرض والموت اليومي. الخرطوم، ودارفور، وكردفان، ومدن أخرى، تحولت إلى أطلال، فيما تتصاعد الانتهاكات الوحشية من قتلٍ ممنهج، واغتصابٍ، وجرائم حرب تُرتكب بلا رادع. انهارت الخدمات الأساسية، وتوقفت عجلة الاقتصاد، وتُرك المواطنون بين مطرقة العنف وسندان الفقر. إنها حرب وجودية تهدد وحدة السودان، وتفتح الباب أمام سيناريوهات أشد خطورة، إذا لم يتم إيقافها بحلٍ سلمي ومستدام، يعالج أسبابها ويضمد آثارها الكارثية التي أصابت البلاد وأهلها.
وسط هذا الخراب، تبرز القوى المدنية الديمقراطية، ممثلةً في التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود”، كحجر الزاوية في معركة بناء السودان. إن السودان لن ينهض إلا عبر قوى مدنية تحمل مشروعًا وطنياً جامعاً، يستكمل مسار الثورة والتغيير، ويؤسس لدولة العدل والمواطنة والديمقراطية. إننا اليوم أمام مسؤولية تاريخية؛ إما أن ننتصر لهذا المشروع، أو نترك البلاد رهينة للفوضى والتقسيم. ولذلك، فإن تحالف “صمود” يضع هذه الرؤية السياسية كإطارٍ استراتيجي لخوض هذه المعركة المصيرية، بإرادة لا تلين، وبإيمان راسخ بأن السودان لن يُحكم بعد اليوم إلا بإرادة شعبه، وبهذه الخلفية نطرح هذه الرؤية لشعبنا وقواه الحية وللشركاء الإقليميين والدوليين وأطراف الحرب ونأمل أن تسهم في تلمّس الخطوات لإحلال السلام والتعافي الاجتماعي وبناء الدولة على أسس الحرية والعدالة والمساواة.
نحن قوى مدنية ديمقراطية وثورية مستقلة تطمح إلى بناء سودان موحد، مدني، وديمقراطي، يقوم على أسس السلام العادل والمستدام. نؤمن بأن تحقيق هذا المستقبل يتطلب معالجة جذور العنف والاستبداد، وعلى رأسها تفكيك بنية النظام السابق والإسلام السياسي الراديكالي المسلح، لضمان قيام دولة تحترم التعددية والتنوع، وتؤسس لنظام ديمقراطي مستقر.
خلفت حرب 15 أبريل كارثة إنسانية صنفت بأنها الأكثر فداحة على مستوى العالم من حيث أرقام اللاجئين والنازحين ومعدلات الجوع، إضافة لما سببته من انتشار للأمراض وانهيار في النظام الصحي والتعليمي. عانى السودانيون/ات جراء الحرب كل أشكال الانتهاكات والتعديات الإجرامية على يد أطرافها من قتل ونهب واغتصاب وقصف جوي ومدفعي واشتباه في استخدام أسلحة محرمة دولياً، وتم تجاوز كافة القوانين الإنسانية المحلية والدولية وشملت التعديات العاملين في الحقل الإنساني والمرافق المدنية والبنية التحتية.
عليه فإن أولى الأولويات هي معالجة الكارثة الإنسانية واتخاذ التدابير اللازمة لحماية المدنيين عبر حزمة من الإجراءات التي تؤسس على كافة الاتفاقيات والتعهدات والالتزامات لوصول المساعدات الانسانية كأساس لإجراءات حماية المدنيين ووقف العدائيات مع توفير آليات المراقبة والتنفيذ بشكل ملزم لأطراف النزاع، وتشمل هذه الاجراءات والتدابير زيادة وصول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك تعيين منسق إنساني إقليمي خاص تابع للأمم المتحدة، ودعم جهود الحماية المجتمعية عبر زيادة الدعم المالي والفني للمجتمع المدني السوداني المحلي الذي يقدم خدمات حماية حيوية. تمثل هذه المبادرات المجتمعية طوق نجاة للمدنيين ويجب تعزيزها لحماية السكان الأكثر عرضة للخطر، ومعالجة انقطاع الاتصالات ورفض استخدامها كأداة حرب، وتخفيف معاناة السودانيين الذين شردتهم الحرب داخل وخارج السودان، وتوفير الحاجات الاساسية للنازحين واللاجئين من سكن آمن والمأكل والمشرب والرعاية الصحية والتعليم والحماية والدعم النفسي.
تترافق هذه الإجراءات مع حزمة عاجلة من المطلوبات التي تشمل استخدام كافة الوسائل المشروعة لحماية المدنيين والعمل مع الشركاء الاقليميين والدوليين لتحقيق هذا الهدف، كما يجب المساءلة عن انتهاكات القانون الدولي عبر توسيع ولاية المحكمة الجنائية الدولية لتشمل جميع أنحاء السودان لضمان محاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والانتهاكات الأخرى التي ارتكبتها أطراف الحرب. إضافة لذلك فإنه من الواجب تجفيف موارد تأجيج النزاع عبر توسيع حظر الأسلحة في دارفور ليشمل كل السودان، حيث أن منع تدفق الأسلحة هو أمر حاسم في تخفيف حدة العنف وإنهاء النزاع.
تؤكد حقائق التاريخ السوداني ومعطيات الواقع الحالي إنه لا حل عسكري لهذا النزاع مهما تطاول الأمد، وإن الخيار الوحيد لوضع حد لمعاناة الشعب والحفاظ على وحدة البلاد ومقدراتها، هو الإنهاء الفوري للحرب، عبر إطلاق عملية سلام شاملة ذات مصداقية، يقودها السودانيون، تهدف إلى إيجاد حل سياسي يخاطب جذور الأزمة، عبر ثلاث مسارات متزامنة ومتكاملة تشمل:
– المسار الإنساني: إيصال المساعدات وحماية المدنيين.
– مسار وقف إطلاق النار: الاتفاق على وقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية الدائمة.
– المسار السياسي: إطلاق حوار وطني يخاطب جذور الأزمة ويرسي سلاماً مستداماً في البلاد.
نعمل أن تفضي هذه العملية إلى:
– وقف دائم لإطلاق النار واتفاق سلام شامل.
– ترتيبات دستورية انتقالية تنهض على توافق عريض واستعادة مسار ثورة ديسمبر في الانتقال المدني الديمقراطي.
– إعادة بناء وتأسيس منظومة أمنية وعسكرية موحدة، مهنية، وقومية، بعيدة عن السياسة والاقتصاد.
– إرساء عملية عدالة وعدالة انتقالية تحاسب على الانتهاكات وتحقق الإنصاف للضحايا.
– تشكيل سلطة مدنية انتقالية ذات صلاحيات كاملة، تقود البلاد حتى الانتخابات.
– تصفية آثار الحرب وإعادة إعمار السودان.
إن تحديد أطراف العملية السياسية يجب أن يقوم على معايير محددة، و على رأس هذه المعايير أن تكون أطرافها معروفة ومعرّفة ومحددة من قوى سياسية وحركات الكفاح المسلح وقوى المجتمع المدني والمهنيين والنقابات ولجان المقاومة على أن تتمتع العملية السياسية بعمق شعبي وبمشاركة حقيقية لأصحاب المصلحة، وفي هذا فإننا نرفض مساعي إغراق العملية السياسية بواجهات مزيفة ومصنوعة، كما أن العملية السياسية يجب أن لا تكافئ المؤتمر الوطني وحركته الإسلامية وواجهاتهما الذين أشعلوا الحرب ويعملون على استمرارها بل يجب أن تؤدي الى محاسبتهم.
يكون نظام الحكم فدرالياً وفقاً للمستويات التالية:
– المستوى الاتحادي
– المستوى الإقليمي
– المستوى المحلي
تكون هياكل السلطة الانتقالية على النحو التالي:
– الجمعية الوطنية التأسيسية الانتقالية وتتكون من مجلسي النواب والأقاليم، ويكون عدد أعضاء مجلس الأقاليم محدوداً بتمثيل متساوي لكل أقاليم السودان، في حين يراعى التمثيل الواسع في مجلس النواب لكل الأقاليم حسب ثقلها السكاني.
– مجلس السيادة الانتقالي ويتشكل من رئيس ونائبين ويمثل رمز سيادة البلاد على أن يراعي التنوع
– مجلس الوزراء الانتقالي ويتكون من رئيس/ة للوزراء وعدد من الوزراء يراعى فيها الكفاءة والتخصصية والتنوع وفقاً لمعايير التعداد السكاني للأقاليم.
– تثبيت وقف إطلاق النار وتنفيذ الترتيبات الأمنية، بما يشمل بناء وتأسيس المنظومة الأمنية والعسكرية، وجمع السلاح في يد الدولة وفرض سيادة حكم القانون.
– الاستجابة الإنسانية الشاملة عبر إيصال المساعدات، تأهيل الخدمات الأساسية، وتنظيم العودة الطوعية والآمنة للنازحين واللاجئين.
– إعادة إعمار ما دمرته الحرب في كافة أقاليم السودان، لاستعادة الخدمات الأساسية، وتمكين العائدين من سبل العيش الكريم.
– إطلاق عملية عدالة انتقالية ومصالحة وطنية تضمن كشف الحقائق، محاسبة الجناة، جبر الضرر، وتحقيق عدم الإفلات من العقاب.
– النهوض بالاقتصاد الوطني عبر وقف التدهور، ووضع خطة للتعافي وإعادة الإعمار، مكافحة الفساد، وضمان إدارة شفافة وفعالة للموارد.
– إصلاح مؤسسات الدولة المدنية والقضائية، وضمان استقلالها وكفاءتها، مع تفكيك أدوات القمع من الأنظمة السابقة، وسن التشريعات وإجراءات الإصلاحات القانونية المتوافقة مع الترتيبات الدستورية الانتقالية.
– تفكيك تمكين نظام الثلاثين من يونيو وما بعد انقلاب 25 أكتوبر ومكافحة الفساد واسترداد الأموال والممتلكات العامة المتحصل عليها بوسائل غير مشروعة في الداخل والخارج.
– تهيئة المناخ السياسي لحوار وطني جاد، وصياغة دستور دائم يعكس تطلعات السودانيين لبناء دولة مدنية ديمقراطية.
– الإعداد لانتخابات حرة ونزيهة من خلال إنشاء مفوضية مستقلة، وإعداد سجل انتخابي شفاف، وضمان الحريات السياسية والإعلامية.
– تعزيز الحضور الدولي للسودان عبر سياسة خارجية متوازنة، وحشد الدعم الإقليمي والدولي لجهود السلام والتحول المدني.
– تكون مدة الفترة التأسيسية الانتقالية الأولى 5 سنوات وتنتهي بانتخابات عامة
– تعقب الانتخابات فترة تأسيسية انتقالية ثانية مدتها 5 سنوات تقودها حكومة منتخبة تلتزم بإكمال مهام التأسيس.
من أجل تحقيق هذه الأهداف يتبنى التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) ثلاثة مداخل وآليات:
(أ) حشد الجهد الشعبي والسياسي لبناء جبهة مدنية عريضة تضم كافة قوى الثورة والتحول الديمقراطي التي وقفت ضد انقلاب 25 اكتوبر وحرب 15 أبريل، تستند على ميثاق سياسي، وتتوافق على نظم عمل فعالة ومرنة، و تشمل هذه الخيارات الدخول فى صمود او التنسيق فى الرؤية و المواقف أو بناء جبهة أكبر و اشمل.
(ب) ابتدار عملية سياسية عبر مائدة مستديرة (حوار سوداني-سوداني) تقود للتوافق حول أسس ومبادئ وسبل إنهاء الحروب وتأسيس الدولة السودانية تقود للتوافق حول أسس ومبادئ وسبل إنهاء الحروب وتأسيس الدولة السودانية
إذ يطرح تحالف القوى المدنية الديمقراطية لقوى الثورة (صمود) هذه الرؤية، فإنه ينطلق من إيمان عميق بحق الشعب السوداني، نساءً ورجالاً، في امتلاك زمام أمره، والانخراط الفاعل في صياغة مستقبله. نحن لا نقدم مجرد وثيقة سياسية، بل ندعو إلى حراك شعبي واسع ضد الحرب وقواها يستند على مبادئ راسخة وآليات تنفيذية فعالة لتحقيق الحرية والسلام والعدالة والنماء.
إننا نخاطب شعبنا العظيم، بكل مكوناته وقواه الحية، ونتطلع إلى تفاعل واسع يثري هذه الرؤية ويجعلها أكثر تعبيراً عن تطلعاته المشروعة. كما نمد أيدينا إلى أصدقائنا الإقليميين والدوليين لإشراكهم في هذا المسار، إدراكًا منا أن قضية السودان ليست منعزلة عن محيطها، وأن تحقيق السلام فيه يسهم في استقرار المنطقة والعالم. نحن عازمون، بكل ما أوتينا من إرادة، على إنهاء هذه الحرب وجعلها آخر الحروب في تاريخ السودان. ونعمل أن تكون هذه المآسي هي خاتمة عهد مضى وبداية عهد جديد، يؤسس لدولة الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية، دولة تنهض على إرادة شعبها، وتصون كرامته، وتحفظ حقوقه بلا تمييز أو إقصاء.