يواجه نحو 700 ألف نازح أوضاعاً إنسانية متدهورة في بلدة طويلة شمال دارفور التي أصبحت واحدة من أكثر المناطق استقبالاً للفارين من جحيم الحرب بدارفور.
وتحاول السلطات المحلية التابعة لحركة تحرير السودان قيادة عبدالواحد نور، تخطيط مخيمات دائمة للنازحين بالمنطقة لتيسير مهمة المنظمات الإنسانية في تقديم المساعدات المطلوبة.
أغلب الذين وصلوا إلى طويلة هم من سكان مدينة الفاشر ومخيماتها خصوصاً “زمزم” الذي اجتاحته قوات الدعم السريع في أبريل الماضي ضمن صراعها مع الجيش السوداني والحركات المسلحة.
ويواجه هؤلاء النازحون الذين وصولوا إلى طويلة، الواقعة على بُعد 55 كيلومتراً غرب الفاشر، أوضاعًا إنسانية قاسية، في ظل نقص حاد في الغذاء والمياه والمأوى، رغم وجود منظمات إنسانية وطنية ودولية، وفقًا للمتحدث باسم المنسقية العامة للنازحين.
وقال آدم رجال، المتحدث الرسمي باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين بدارفور، لـ”دارفور24″ إن الفارين من الفاشر ومخيمي زمزم وأبشوك، يواجهون نقصاً في “المياه، الغذاء، الأغطية، والملابس”.
وأضاف أن “السلطات المحلية التابعة لحركة تحرير السودان قيادة عبدالواحد نور قامت بتخطيط مخيمات للنازحين في طويلة العمدة ومنطقة دبة نايرة، بشكل منظم يراعي الخصوصية الأسرية ويوفر مرافق صحية ودورات مياه وساحات عامة”.
وذكر أن طويلة تستقبل يوميًا أعدادًا كبيرة من النازحين، خاصة خلال الأسبوع الأخير، حيث يتم تجميعهم في نقطة استقبال ثم نقلهم إلى المخيمات المخصصة.
وأشار إلى أن المنظمات الإنسانية، ووكالات الأمم المتحدة، وغرف الطوارئ تبذل جهودًا كبيرة لتقديم المساعدات، إلا أن تلك الجهود لا تغطي سوى أقل من 10% من احتياجات النازحين، الذين تجاوز عددهم 700 ألف شخص بحسب آخر الإحصاءات.
كما لفت إلى وجود وفيات ناتجة عن سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل، لم يتم حصرها بدقة حتى الآن.
ثنية أبوبكر جاد السيد، نازحة من بلدة شقرا غرب الفاشر، قالت لـ”دارفور24″ إنها وصلت إلى طويلة برفقة أسرتها بعد رحلة شاقة سيرًا على الأقدام، عبر الأودية، في ظروف بالغة الصعوبة.
وأضافت: “نحن في حاجة ماسة للملابس، الأحذية، الفُرش، الأغطية، ووسائل لنقل المياه وحفظها”.
ودعت ثنية المنظمات الإنسانية والخيريين إلى توفير الغذاء، والدواء، ومياه الشرب، إضافة إلى دعم نفسي لمعالجة آثار الحرب والنزوح.
وتتطابق مطالب ثنية مع ما ذكرته نازحة أخرى، فاطمة حسن، التي شددت على ضرورة توفير الأغطية والمشمعات استعدادًا لفصل الخريف، إلى جانب الغذاء والأدوية.
بدوره، قال بدرالدين عبدالرحمن، مدير منظمة “كنوز الخيرية” لـ”دارفور24″ إن المساعدات المقدمة في طويلة لا تواكب الأعداد المتزايدة من النازحين الذين يتدفقون يوميًا على البلدة.
وأوضح أن منظمته تقدم خدمات طارئة في المجال الصحي عبر شراء الأدوية، وتوفير وجبات غذائية عبر مطبخين جماعيين يخدمان نحو 1500 شخص يوميًا. كما يتم تخصيص بطاقات للأسر ذات الحالات الخاصة، مثل كبار السن، المرضى، والنساء الحوامل.
وأشار إلى أن المنظمة تقدم وجبات جاهزة لبعض الأسر غير القادرة على الطهي، رغم التحديات الكبيرة في التمويل، والذي قد يتوقف أحيانًا لأكثر من ثلاثة أيام متتالية.
وأكد عبدالرحمن أن الدعم الموجه للتكايا الجماعية في طويلة غير كافٍ، ويعاني من خلل إداري، إذ يُوزّع وفق اعتبارات شخصية دون ضوابط واضحة، مما يؤثر سلبًا على كفاءة الاستجابة الإنسانية.
وناشد بتدخل أكبر من قبل المنظمات، خاصة مع اقتراب موسم الخريف وتزايد المخاطر الصحية المحتملة.
دارفور 24