وصف مراقبون خطوة الجيش بنقل السلاح الكيماوي الي كردفان، بأنه يستهدف إبادة المجموعات السكانية التي يصفها بحواضن الدعم السريع، وعلي الرغم من إقتراب الموعد الذي قطعته واشنطن بفرض عقوبات علي الجيش السوداني، بشأن خرقه لإتفاقية حظر الاسلحة الكيمائية التي صادق عليها السودان في العام 1999 ، وثبوت إستخدامه للأسلحة الكيميائية في الحرب الدائرة في السودان مع الدعم السريع، يستمر الجيش في تصعيد وتيرة إستخدامه لهذا السلاح المحظور دوليًا ، ويدخل البلاد في حلبة العقوبات والعزلة الدولية من جديد ويتسبب في كارثة صحية غير مسبوقة.
إبـادة الحـواضن الإجتماعية
مصدر عسكري من مدينة بورتسودان تحدث لـ”ادراك” و فضل عدم ذكر اسمه ، قال : ان الجيش اصبح يعتمد بشكل كلي في عملياته علي الأسلحة الكيميائية المحظورة، دون اي تحسب للأثار الصحية والبيئية الكارثية المترتبة علي استخدام هذا النوع من السلاح في مناطق مأهوولة بالسكان، وما يمكن ان يحدثه من دمار بالانسان والحيوان والبيئة ، وحذرالمصدر من كارثة صحية محتملة يمكن ان تنتج من هذا المنحى الخطير، وأوضح: ان اللواء ايهاب محمد يوسف الذي قتل في معارك مدينة الخوي في غرب كردفان هو عالم كيمياء يتبع لوحدة سلاح الكيمياء في القيادة العامة للجيش، و يتبع لتنظيم جماعة الاخوان والتي بحسب مراقبين تسيطر فعليا علي الجيش وقراراته ، ويعد من اكثر القيادات العسكرية في الجيش السوداني تطرفا ، بحسب المصدر ولا يخفي انتمائه للحركة الاسلامية ، حيث كشف المصدر عن ان الجيش قام باحضار هذا الضابط خصيصا لضرب ما يسميهم بحواضن الدعم السريع في كردفان ودارفور.
أدلـة دامـغـة
وتحصلت اداراك علي نسخة من كتيب حمل عنوان (محظور) يحتوي على ارشادات وتعليمات متعلقة بإستخدام السلاح الكيميائي ، بالاضافة الي كمامات وواقي للأوجه ، بثها جنود يتبعون للدعم السريع من مدينة الخوي خلال العمليات الاخيرة التي دارات في المنطقة، وقالوا انهم عثروا علي هذه المعدات من داخل احدى غرف التحكم والسيطرة التابعة الجيش اثناءعملية نوعية قضت بمقتل عالم برتبة لواء في الجيش وأكثر من عشر رتب كبيرة ومتوسطة تمثل القيادة للرئيسية لعمليات الجيش في مدينة الخوي
كـارثة صحية تهـدد في كـردفان
يحذر مراقبون من كارثة صحية بالغة الخطورة مرتقبة يمكن ان تضرب مدن اقليم كردفان الذي اصبح ساحة مفتوحة للمعارك العسكرية بين الجيش والدعم السريع خاصة بعد تأكد نقل الجيش لهذا السلاح الفتاك الى اقليم كردفان وورود استخدامه بشكل شبه رسمي ، خاصة وأن السلاح بحسب تقارير تسيطر عليه وحدة داخل الجيش ذات علاقة بتنظيم الاخوان وبعض العناصر التابعة لكتائب البراء المتطرفة ، وكانت قد ذكرت تقارير اعلامية عن حصول كتيبة البراء على أسلحة كيميائية بعد التغييرات التي حدثت في سوريا.
الاسـلحة الكيميائية
يقول الدكتور وإخصائي الكيمياء السريرية ، عاطف النور ابوعنجة في حديثه لـ”إدراك” إنه يقصد بالأسلحة الكيميائية استخدام المواد الكيميائية السامة في الحروب بغرض قتل أو تعطيل الإنسان أو الحيوان، ويتم ذلك عن طريق دخولها الجسم بالاستنشاق أو التناول عن طريق الفم أو ملامستها للعيون أو الأغشية المخاطية، وقد استخدم الإنسان الأول المشاعل المتوهجة لحراسة مأواه من الحيوانات الضارية، وقد لجأ الى وسائل كثيرة لإطلاق اللهب وتوصيله الى الأهداف المراد إحراقها وتدميرها.
الاثار الصحية للسلاح الكيميائي
كشفت تقارير صحافية عن اثار عميقة خلفها استخدام الجيش للسلاح الكيميائي في مناطق في دارفور والعاصمة الخرطوم ، ولم تستبعد مصادر طبية أن تكون المئات من حالات الإسهال التي ظهرت في أم درمان وجنوب الخرطوم خلال الأيام الأخيرة ناتجة عن تسمم كيميائي، مشيرة إلى أن أي انتشار لغبار أو مخلفات كيميائية يمكن أن يؤدي إلى حالات تسمم جماعي، وهو ذات الاتجاه الذي يؤكده ابوعنجة بالقول : ان المخاطر الكيميائية هي الإطلاق المقصود أو غير المقصود لمادة قد تضرّ بالإنسان أو بالبيئة (مثل العوامل العصبية والمسببة للحروق والمواد الكيميائية الصناعية السامة) وتشمل المخاطر البيولوجية تفشي الأمراض المعدية والأوبئة والأوبئة الحيوانية وتفشي الحشرات. والمخاطر الإشعاعية تشمل جميع مصادر الإشعاع الأخرى، وقد ينتقل التلوّث الكيميائي، أو البيولوجي، أو الإشعاعي، أو النووي عن طريق الهواء، أو المياه، أو الغذاء، أو التربة الملوثة. كذلك، فإنّ معظم العوامل الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية غير مرئية أو عديمة الرائحة أو غير محسوسة، وبالتالي فمن الصعب اكتشافها.
أعـراض الكيماوي
واوضح اوبوعنجة: ان أعراض الأسلحة الكيماوية تتراوح بين الحروق أو تقرحات الجلد أو العيون، السعال، الأمراض الصدرية، الإسهالات الشديدة، إضافة الي الصداع والتشنجات، ولا يستبعد ان تكون الحالات الوبائية التي ظهرت بالخرطوم، وعدد من ولايات السودان المختلفة، تشير علاماتها للإصابة بالسلاح الكيميائي، وهو ما اظهرته مقاطع فيديو في وقت سابق لمناطق في الكومة ومليط لتغير في شكل التربة للون الذهبي وكذلك تغير في شكل ولون الماء، مما يعني ذلك لتعرضهما للسلاح الكيميائي، والاعراض التي ظهرت مثل موت الحشرات وذبول الاشجار،والنباتات تشير لتعرضها للكيماوي بحسب ابوعنجة.
جبريل ادم بلال _ القيادي بتحالف تأسيس.القيادي بتحالف تأسيس الأستاذ “جبريل ادم بلال” قال في حديثه لـ”إدراك” أن إستخدام السلاح الكيماوي في دارفور سابق لحادثة استخدامه في الكومه ومليط، ففي إطار استهداف الحواضن سبق لمليشيات المؤتمر الوطني ان استخدمت الأسلحة المحرمة دوليا من قبل في جبل مرة في العام 2016، وكانت النتيجه مشابهه تماما لما هو عليه الآن في مليط، الكومه وكذلك ام درمان، فعند استخدامه في جبل مره كانت قد تسبب في حروق في من قتل حينها بشكل لا يشبه موت الحروب المعلوم، وكانت التداعيات من بعد ذلك اسهالات مائيه وأمراض جلديه وحالات كتيرة جدا من الإجهاض، واختناقات وموت وسط الاطفال وكبار السن والثروة الحيوانيه.
ويزيد بالقول: الان وقد استخدم مرة أخرى في محيط والكومه يمكننا ان نرى الشواهد بالعين من تغيير في لون المياه باللون الوردي ونفس حالات الأمراض الجلدية والاجهاض والموت الشديد في الأنعام نتيجة شربها من المياة الملوثه بفعل الكيميائي، كما رأينا شكل التربه التي وقعت فيها البراميل الكيميائية المتفجره ، وكشف بلال عن استخدام السلاح الكيماوي في مصفاة الجيلي بالخرطوم بحري أبان تواجد الدعم السريع في المنطقه، وقد تسببت في ضيق في التنفس واختناقات شديده وسط العاملين بالمصفاة والمواطنين القاطنين حواليها
ويؤكد تم استخدامه بشكل مفرط في ام درمان في الوقت الذي انسحبت فيه قوات الدعم السريع من المدينه، والنتيجه الان اكبر مما ظهر منها في العلن، فهناك حالات موت وبائي بشكل مريع، إجهاض وأمراض جلديه لم تظهر للعلن فضلا عن الاسهالات المائية التي اسموها كوليرا وهي في حقيقة الأمر ليست كذلك وإنما بفعل فاعل بحسب بلال.
ولفت بلال الإنتباهـ الي ان الجيش كان يخطط لإستخدام هذه الأسلحة الكيميائية بإفراط في كردفان، وقد شرع في ذلك ولكن صدور قرارات الخارجية الامريكيه القاضية بإستخدام الجيش للاسلحة الكيميائية في العام الماضي أوقفت تهور استخدامه بشكل مفرط، ولكن استخدم بشكل محدود وقد راينا الشواهد و(الحديث لبلال ) في حالات الحروق التي شاهدت في القتلى والحريق المصاحب حول الموتى، وكذلك الحال القناعات الواقية التي تم الاستيلاء عليها من قبل قوات الدعم السريع في منطقة الخوي، فضلا عن إرسال ضابط كبير برتبة لواء كان قد تلقى تدريبا نوعيا عن الاسلحة الكيميائية في إيران، كل هذا يؤكد النية المبيته لاستخدام السلاح الكيميائي بشكل مفرط في دارفور وكردفان في المرحلة المقبله لولاء انهم قد تم كشفهم من قبل الأمريكان.