آخر الأخبار

الحزب الشيوعي: أيادي التدخل الخارجي واضحة تماما في قرار البرهان الأخير

شارك
قال الحزب الشيوعي السوداني، إن القائد العام للقوات المسلحة، أي شرعية تخوله اتخاذ قرار سيادي كقرار تسمية رئيس للوزراء، فهو ما زال يمثل رأس سلطة انقلابية على حكومة الثورة، وعلى الوثيقة الدستورية التي يحاول الاستناد عليها بعد إجراء التعديلات.
وأكد الحزب أن الاستناد عليها لن يسعف سلطة الأمر الواقع التي تفتقر إلى السند الشعبي، بل أصبحت خاضعة لفلول العهد البائد الحالمين بالعودة للسلطة بوأد الثورة وعلى افواه بنادق العسكر.
وذكر الحزب في بيان، أن أيادي التدخل الخارجي تتضح تماما في قرار البرهان الأخير، سيما وقد أتى مباشرة عقب زيارة ترامب للمملكة العربية السعودية وبعض دول المنطقة.
واوضح الحزب، ان حكومة الأمر الواقع في بورتسودان؛ ومن أجل الحصول على الدعم العسكري والمالي الخارجي، فتحت أبواب البلاد لكل القوى التي تعتبرها الولايات المتحدة وحلفاؤها قوى معادية و منافسة لها وتهدد مصالحها في المنطقة. مثل روسيا و ايران.
وأضاف: “أما مصر فلقد تضررت مصالحها بتناقص إيرادات قناة السويس الداعم الرئيسي لخزينتها بسبب تهديد الحوثيين للملاحة في البحر الأحمر، فليس من مصلحتها اتساع هذا الخطر جراء التواجد الإيراني غربا على الساحل السوداني للبحر الأحمر. فلذلك جاء القرار حسبما تريد الولايات المتحدة وحلفاؤها بوقف الحرب وتكوين حكومة مدنية ووقف التعامل مع القوى المعادية لها”.
وتابع: “كل ذلك ليس من اجل مصالح الشعب السوداني، انما من اجل إخضاعه لارادتهم واستدامة مصالح هذه القوى في بلادنا. ونهب الموارد والاستيلاء على الأراضي البكر”.
وشدد على أن الحكومة المتوقع تكوينها هي حكومة مشروع دولة الهبوط الناعم الذي تم صياغته خصيصاً للسودان والاسير لدى القوى الامبريالية وحلفائها الإقليميين والمحليين منذ خارطة طريق امبيكي التي بعد ان أسقطتها الثورة، تم استنساخ نسخة جديدة منها وسميت بالاتفاق الإطاري في مطلع عام 2023 لتوحيد قوى التسوية، وهي نفسها قوي الهبوط الناعم بعد فشل تسويق وإنجاح انقلاب 25 اكتوبر 2021.
وقال الحزب إن ملامح هذه الحكومة المسماة مدنية قد بانت الان ولا نشك في أنها سوف تكون وسيلة لتكريس سلطة العسكر الذين درجوا على اختيار رئيس ومجلس وزراء يستطيعون فرض شروطهم عليه عبر اللجنة الأمنية أو بالتغول على سلطاته تماما كما حدث في حكومتي الانتقال وحتى يتم هدر تجربة الحكم المدني وافراغ محتواها.
وأكد الحزب في بيانه ان البرهان سوف يكون على رأس هذه السلطة بعد التعديلات الجذرية التي أدخلها على الوثيقة الدستورية ووضعت كل السلطات في يديه. وهذه الحكومة سوف تسير على طريق ونهج النيوليبرالية، بتحرير الاقتصاد وتصفية ما تبقى من مرافق القطاع العام و تسليم مفاتيح الاقتصاد للرأسمالية الطفيلية المحلية وحلفائها الإقليميين والدوليين لنهب موارد البلاد والسير في طريق التبعية والتفريط في السيادة الوطنية وستلقى هذه السياسات بعبئها الثقيل على كاهل الغالبية العظمى من السكان بزيادة معدلات الفقر والبطالة والجوع و المرض و مصادرة الحريات العامة والحقوق الأساسية.
ولفت إلى الجانب الآخر بأن الإمارات لن تصمت وحلفاؤها في المنطقة، فهي صاحبة مصالح واسعة في السودان. وستتحرك عبر الدعم السريع وحلفائه المحليين لإعلان حكومة موازية كما سبق أن لوحوا بها؛ (حكومة السلام لكل السودان) للضغط من أجل الحصول على نفوذ لهم داخل الحكومة المرتقبة.
وقال الحزب إنه جرت تفاهمات بين ترامب والإمارات إبان زيارته للمنطقة حول مشروع وقف الحرب في السودان وتكوين حكومة مدنية فيه. اذ لم تصدر حتى الآن اي معارضة أو رفض من جانب الإمارات لهذا المشروع. وفي واقع الأمر لا يوجد تضارب فى المصالح بين هذه القوى؛ الإمارات – مصر – الولايات المتحدة الأمريكية، فهي من القوى التي ساندت ودعمت مشروع الهبوط الناعم في السودان منذ طرحه في العام 2013/2012 ولم تخف هذه القوى عداءها للثورة منذ ايامها الاولى.
وأضاف: “انطلاقاً من واقع المصالح المشتركة لهذه القوى في السودان سيتم إجبار طرفي الحرب للقبول بتسوية تجمعهما معا في حكومة واحدة. هذه التسوية تتم لإرضاء زائف لقوى الثورة وبحكم تركيبة عدد من القوى التي طرحتها تسعى لإبعاد واجهات الإسلاميين من المشاركة في السلطة المرتقبة. يؤكد ذلك ما رشح من أنباء حول ان المليشيات الاسلاموية التي تقاتل باسم الجيش ترفض هذا التوجه وانهم لن يسلموا أسلحتهم و سيواصلون الحرب ضد الجميع من أجل مشروعهم بالعودة للسلطة”.
الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا