يعاني الآلاف من منتجي الصمغ العربي من أوضاع مأساوية في التعامل مع المحصول الاقتصادي ذو القيمة العالية في الأسواق العالمية، لان مواقع إنتاجه على مرمى النيران بعد دخول الحرب بين الجيش والدعم السريع عامها الثالث، وصار المنتجين يعانون من أوضاع مأساوية لأنه مصدر رزقهم لكن مواقع انتاجه تتواجد في مناطق الصراع في كردفان ودارفور.
وأدى استمرار الحرب الدائرة بين الجيش والدعم السريع لتزايد مشاكل التهريب لسلعة الصمغ العربي التي ينتج السودان ما نسبته 80% من الإحتياجات العالمية باعتباره أحد المكونات الأساسية والهامة للعديد من الصناعات الغذائية وصناعة الادوية وغيرها من الصناعات الأساسية للأسواق العالمية، وكانت شركات الأغذية العالمية مارست ضغوطا على إدارة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون لاستثناء الصمغ السوداني من قائمة العقوبات الشاملة المفروضة على السودان في عام 1997.
ويعتبر الصمغ من اهم سلع الصادرات السودانية ذات القيمة الاقتصادية العالية في الأسواق العالمية، وكان يرفد البلاد بنقد أجنبي، وفي حين يباع طن الصمغ بحوالي 3500 دولار تبلغ قيمته الحقيقية بالأسواق العالمية 5000 دولار للطن.
وبعد الحرب فقدت البلاد ملايين من العملات الصعبة بعد ان صار صادر الصمغ العربي في ايدي مافيا التهريب الذين يتلاعبون بموارد البلاد بدون محاسبة او مراقبة لعدم وجود سلطة حكومية فاعلة، وتتم عمليات التهريب بواسطة شخصيات نافذة تستنزف اقتصاد البلاد ويتم بيعه بنصف قيمته الحقيقية حسبما يؤكد خبراء اقتصاديون.
ومع تصاعد الحرب صار الصمغ العربي أداة لتمويل الفصائل المسلحة بدلاً من أن يكون مصدر رزق للمزارعين الذين يعتمدون على هذه التجارة لتامين حياتهم المعيشية.
وأشار خبراء الى انه كانت توجد (187) شركة عاملة في مجال الصادر الصمغ وتوقفت جميع شركات صغار منتجي الصمغ العربي، وبعد الحرب صار الصمغ يعتمد على المهربين، ويُهرَّب عبر أسواق حدودية غير رسمية إلى دول مجاورة مثل تشاد ومصر وجنوب السودان، بعد ان تعرضت الشركات العاملة في مجال الصادر لخسائر كبيرة نتيجة لنهب المخازن الرئيسية للشركات في مناطق سوبا والباقير بالخرطوم، بجانب نهب مناطق غربي أمدرمان في مناطق حلايب الجديدة، وأكد خبراء ان بعض أصحاب الشركات اضطروا لدفع مبالغ مالية كبيرة لإخراج بضائعهم من الخرطوم للميناء الرئيسي في بورتسودان.
وأشار موقع بلومبيرغ الامريكي الى أن الاتحاد الأوروبي استورد عام 2024 من السودان 70% من جملة الـ72 ألف طن متري من الصمغ العربي التي استوردها من العالم، على الرغم من حدوث انخفاض طفيف بنسبة 3% في صادرات السودان إلى الاتحاد الأوروبي خلال تلك الفترة، في حين أظهرت الأرقام زيادة مماثلة تقريبا في الواردات من مصر وتشاد المجاورتين.
وأورد التقرير قصصا أن سائقي الشاحنات، التي تنقل الصمغ، يتصلون في أحيان كثيرة بأصحاب هذه الشاحنات لدفع آلاف الدولارات لجماعة الإبادة الجماعية التي مزقت البلاد، والتي تبتز السائقين مقابل السماح لهم بالمرور بشحناتهم إلى منافذ التصدير في بورتسودان، أو الحدود التشادية أو الطرق المفتوحة على مصر.
وكان مدير الهيئة القومية للغابات بولاية شمال كردفان المهندس محمد إدريس قال إن تأثير الحرب الدائرة بالبلاد كان كبيراً على القطاع الغابي بسبب القطع الجائر للأنواع ذات القيمة الاقتصادية العالية مما ادى لاستنزاف كبير لموارد البلاد ولابد من تضافر الجهود من أصحاب المصلحة للتصدي لهذه الاثار.
فيما كشف ممثل شعبة مصدري الصمغ العربي المهندس محمد بابكر خلال مخاطبته الورشة التدريبية للإدارة المستدامة للصمغ العربي بمعهد بحوث الصمغ بجامعة كردفان مؤخرا، إن الشعبة أنفقت ما يقارب (111) مليار لدعم قطاع الصمغ العربي الذي يعاني من مشكلات فى الإنتاج والتسويق والتصدير تحتاج لحلول موضوعية.
مداميك