آخر الأخبار

الجيش السوداني يقترب من استعادة الخرطوم بكاملها

شارك

الخرطوم- أيمن إبراهيم

شن الجيش السوداني هجوماً برياً واسعاً اليوم الثلاثاء ضد قوات الدعم السريع في مناطق جنوب مدينة أم درمان وغربها حيث ترفض المليشيا مغادرة المنطقة التي تمثل الضلع الآخر للعاصمة المكونة من مدن الخرطوم وبحري وأم درمان، في وقت تواصلت المعارك في إقليمي كردفان و دارفور ، إذ أعلن الجيش عن استمرار قواته في عملياتها العسكرية في جميع الجبهات حتى القضاء على “الدعم السريع” والتي ما زالت تسيطر على عدد من المدن والقرى خصوصا في دارفور.

وتقدم الجيش والقوات المساندة له خلال اليومين الماضيين في منطقة جنوب أم درمان ووصلوا حتى مقر جامعة أم درمان الإسلامية ودخلوا أجزاء من حي صالحة. وصباح اليوم، كثف الجيش من هجماته في المنطقة ما دفع مجموعات من “الدعم السريع” إلى الانسحاب جنوباً حتى مناطق قرى الجموعية مع سماع أصوات انفجارات داخل أم درمان بالتزامن مع المعارك في جنوبها. ومع استمرار الاشتباكات في المنطقة يقترب الجيش من بسط سيطرته على كامل ولاية الخرطوم. وقال المتحدث باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله، في بيان صحافي اليوم الثلاثاء، إن قواته “تواصل سحق مليشيا الدعم السريع في منطقة جنوب وغرب مدينة أم درمان وتستمر في تطهير مناطق صالحة وما حولها”. وأضاف أنهم مستمرون في عملية واسعة النطاق ويقتربون من “تطهير كامل ولاية العاصمة الخرطوم”.

وتابع: “تسطر قواتنا بكل مكوناتها منذ الأمس واليوم لحظات مجيدة في كتاب تاريخنا الوطني، وتصل الليل بالنهار دكاً لأوكار شراذم المليشيا المجرمة في كل مكان يمكن أن يكونوا فيه بولاية الخرطوم وغيرها من المناطق”.

وكان الجيش السوداني وسع خلال الفترة الماضية من مناطق سيطرته في مدينة أم درمان وتمكن من طرد “الدعم السريع” من مناطق الصفوة، والحلة الجديدة، وقرية الصفيراء، بعد أن كان قد سيطر نهاية مارس/آذار الماضي على سوق ليبيا في ذات المنطقة وهو أحد أكبر الأسواق في العاصمة الخرطوم وكان معقلاً رئيسياً لـ”الدعم السريع” في أم درمان. ونشر جنود من الجيش اليوم الثلاثاء صورا على مواقع التواصل وهم يدخلون مناطق جديدة في أحياء صالحة جنوب أم درمان ويصلون حتى منطقة المثلث قرب قرى الجموعية، كما أعلنوا العثور على أجهزة تشويش ومخازن أسلحة تابعة لـ”الدعم السريع”.

ورأى المستشار في الأكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والأمنية اللواء معتصم عبد القادر، في حديث لـ”العربي الجديد”، أن إصرار “الدعم السريع” على البقاء في ولاية الخرطوم كان محاولة منها لإثبات قدرتها على حكم البلاد وتشكيل حكومة من داخل الخرطوم كما أعلنت من قبل، وأضاف أن “الخرطوم لها رمزية كبيرة، ومن يستولي على العاصمة هو من يسيطر على البلاد”. ولفت عبد القادر إلى أن استيلاء الجيش على كامل ولاية الخرطوم يعني الانفتاح (الانتشار) غرباً إلى ولاية شمال كردفان والوصول إلى مدينة بارا التي “يربطها طريق حيوي مع أم درمان”، ومنها يتوجه لاستكمال العمليات العسكرية في إقليمي كردفان ودارفور وتضييق الخناق على “الدعم” في الجهة الشمالية لولاية شمال دارفور، ما يعني قطع الإمداد عنها من ليبيا وشمال تشاد.

وأشار إلى أن الجيش يُضيق أيضا على الاتجاه الجنوبي لمنطقة كاودا التي كانت تعتبر ملاذا آمنا لعناصر “الدعم السريع” التي تتلقى دعما من حليفها، الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو، التي تسيطر على المنطقة، لافتاً إلى أن تضييق الجيش عليهم يعني نهاية التمرد من خلال الاستيلاء أيضا على ما تبقى من أم درمان ما بين منطقة صالحة وجبل أولياء أقصى جنوب الخرطوم، على أن تنحصر المعارك بعدها في ولايات دارفور غرباً.

وفي اتجاه آخر، أعلنت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح (حركات موقعة على سلام مع الحكومة) المساندة للجيش، عن تحرير منطقة العطرون الاستراتيجية في صحراء ولاية شمال دارفور من قبضة “الدعم السريع”. وقالت في بيان صحافي أول من أمس الأحد إن تحرير العطرون يمثل خطوة حاسمة في سبيل استعادة الأمن والاستقرار في إقليم دارفور، مؤكدة متابعتها لأي تحركات في الحدود الغربية للبلاد. وكان رئيس المجلس الاستشاري لـ”الدعم السريع”، حذيفة أبو نوبة، قد قال في كلمة مصورة أمام حشد من الناس في جنوب دارفور أمس الاثنين، إن المعركة الدائرة الآن فُرضت على “الدعم السريع”. وأضاف أن “الدعم” والقوى الموقعة على ميثاق “تأسيس” سيشرعان في تأسيس دولة سودانية جديدة فيدرالية كاملة الدسم لا يظلم فيها أحد، وتابع “انتصرنا عسكرياً وتنتظرنا معركة الوعي بالحقوق بمناطق سيطرة الدعم السريع”.

ويشهد السودان منذ 15 إبريل/نيسان 2023 صراعاً عسكرياً بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الشهير باسم (حميدتي)، ما أسفر عن دمار هائل بالمدن والقرى والبنية التحتية للبلاد، وأسقط آلاف القتلى والجرحى وملايين النازحين، وفق بيانات الأمم المتحدة.

العربي الجديد

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا