آخر الأخبار

السودان.. الاختفاء القسري وجه آخر لمآسي الحرب

شارك
تتعاظم مع كل يوم مآسي الحرب الطاحنة التي شردت ملايين السودانيين ما بين نازح ولاجئ، فمنذ اندلاع المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل من العام 2023، وبجانب أزمة المأوى والغذاء والدواء، برزت ظاهرة الاختفاء القسري كواحدة من النتائج المأسوية لحالة الفوضى التي خلّفها ارتفاع صوت الرصاص وغياب القانون، ورصدت مراكز بحثية وناشطون مئات الحالات لاختفاء قسري ضحاياه من كل فئات المجتمع، ولكن الغالب فيه هم النساء والفتيات.
ويؤكد المركز الإفريقي لدراسات السلام والعدالة، أن فترة الحرب التي تعيشها البلاد لعامين شهدت تصاعداً غير مسبوق في حالات الاختفاء القسري، حيث تشير التقديرات إلى اختفاء ما يزيد على 1000 شخص منذ بداية النزاع في 15 أبريل 2023، ارتبطت هذه الحالات بالاختطاف والعنف الجنسي والإخفاء طويل الأمد، فيما وثّقت المنظمات الحقوقية استخدام مواقع احتجاز غير رسمية لاحتجاز الضحايا، ولفت إلى أنه في الخرطوم وحدها سجلت التقارير اكثر من 947 حالة اختفاء قسري، في حين شهدت مدينة سنجة اختفاء 76 امرأة و78 طفلاً.
ويشير المركز في دراسة إلى أن الاختفاء القسري في السودان ليس مجرد انتهاك فردي، بل يمثل جريمة منهجية تستخدم لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية، ولفت إلى أنه على الرغم من التقدم المحدود الذي تحقق بعد الثورة الشعبية في 2019 مثل إنشاء لجنة وطنية للتحقيق في حالات الاختفاء القسري، إلا أن النزاع الحالي يعكس استمرار الانتهاكات على نطاق واضح، كما لم تتمكن الإصلاحات القانونية من معالجة جذور المشكلة، في حين فاقم النزاع المسلح الأخير من معاناة الضحايا وعائلاتهم.
وللحد من ظاهرة الاختفاء القسري، طالبت الدراسة بتكثيف الجهود الدبلوماسية الدولية للضغط على أطراف الصراع في السودان لوقف إطلاق النار فوراً ووقف الانتهاكات المستمرة بما فيها الاختفاء القسري، بجانب تعزيز دور بعثة تقصي الحقائق بشأن السودان لضمان توثيق شامل ومستقل لانتهاكات حقوق الإنسان المرتبطة بالنزاع، كما طالب بتفعيل مؤسسات إنفاذ القانون الوطنية في المناطق المتأثرة بالنزاع.
ويؤكد خبير الأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في السودان رضوان نويصر في تصريح نقله عنه موقع أخبار الأمم المتحدة، أن الإحصائيات الدقيقة حول أعداد المفقودين في السودان لا تزال غير متوفرة.
الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا