لقي 14 شخصا حتفهم جراء قصف نفذته قوات الدعم السريع واستهدف سوقا داخل مخيم للنازحين في إقليم دارفور، وفقا لمصادر إغاثية أكدت وقوع الهجوم الأحد، في ظل تصاعد العمليات العسكرية لتلك القوات غرب وشرق السودان.
وورد في بيان لغرفة طوارئ معسكر أبو شوك أن “سوق نيفاشا وأجزاء أخرى داخل المعسكر، بما فيها المساجد والمنازل القريبة من المرافق العامة، تعرضت للقصف”، وأشار البيان إلى انتشار المجاعة في المخيم.
ولفتت غرفة الطوارئ إلى “ارتفاع حجم الخسائر، غير أن سوء الأوضاع الأمنية حال دون إحصاء جميع الضحايا والمصابين”.
ويقع معسكر أبو شوك في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، التي تعد آخر المدن الكبرى الخاضعة لسيطرة الجيش، في حين تسيطر قوات الدعم السريع على معظم مناطق الإقليم الواسع في غرب البلاد.
وعززت قوات الدعم السريع هجماتها مؤخرا على مواقع الجيش في الفاشر ومحيطها، خاصة بعد خسارتها أمام الجيش في العاصمة الخرطوم قبل حوالي شهرين.
في تطورات أخرى قرب الفاشر، أعلنت قوات الدعم السريع الشهر الماضي سيطرتها على مخيم زمزم بعد هجمات عنيفة أسفرت عن مقتل المئات ونزوح ما لا يقل عن 400 ألف من سكانه، معظمهم لجأوا إليه بسبب الحرب أو مواجهات سابقة في دارفور.
تتواصل الهجمات المتبادلة بين الجيش وقوات الدعم السريع في مناطق عدة من السودان، في ظل محاولة الطرفين للسيطرة على أراض أو قطع إمدادات الخصم.
وفي حادث منفصل، اتهمت منظمة “محامو الطوارئ” الحقوقية، الأحد، الجيش وقوات مساندة له بتنفيذ “هجوم غادر على قرية الحمادي بجنوب كردفان صباح الخميس 15 أيار/مايو 2025″، ما أدى إلى مقتل 18 مدنيا، بينهم 6 نساء و4 أطفال، إضافة إلى إصابة أكثر من 13 آخرين بحسب إحصاءات أولية.
وأوضحت المنظمة أن الهجوم ترافق مع “عمليات نهب واسعة لمنازل المواطنين وسوق القرية واعتقالات تعسفية في حق ناشطين”، مشيرة إلى اضطرار عشرات المدنيين للنزوح سيرا على الأقدام إلى قرى ومدن مجاورة في ظروف إنسانية بالغة الصعوبة.
في سياق متصل، أصدرت منظمة أطباء بلا حدود تحذيرا، الأحد، من تأثر الخدمات الصحية في مستشفيات رئيسية بالعاصمة السودانية جراء قصف استهدف محطات كهرباء تسبب بانقطاع التيار بشكل كامل عن الخرطوم.
وأشارت أطباء بلا حدود في بيانها إلى أن ضاحية أم درمان “تعاني رابع انقطاع كبير للكهرباء هذا العام بعد هجمات نفذتها قوات الدعم السريع بطائرات مسيرة على ثلاث محطات كهرباء في ولاية الخرطوم”.
وأضاف والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة أن “انقطاع التيار الكهربائي الكامل أدى إلى شلل كبير في الخدمات الأساسية مثل المياه والمستشفيات وغيرها من المرافق الحيوية، مما يزيد من معاناة المواطنين”.
ونبه بيان المنظمة إلى أن مستشفيي النو والبلك في أم درمان يواجهان “نقصا في الكهرباء والأكسجين والماء، وتشهد الرعاية الصحية بكل مستوياتها اضطرابات واسعة”، مشددا على أن مستشفى النو “يعد المستشفى الرئيسي في المنطقة ويخدم مرضى من أم درمان وبحري والخرطوم، مما يجعل توقف خدماته تهديدا حقيقيا لحياة الكثيرين”.
وحذرت المنظمة من احتمال ارتفاع الإصابات بالكوليرا نتيجة نقص مياه الشرب، مؤكدة أن السكان “سيلجؤون إلى مصادر مياه مختلفة” مع توقف محطات الإمداد.
وأدانت أطباء بلا حدود في بيانها “جميع الهجمات ضد البنية التحتية المدنية”، معتبرة أن مثل هذه الغارات تزيد تفاقم الأزمة الإنسانية المتفاقمة أصلا، مطالبة بوقف استهداف المرافق الحيوية فورا.
وشهدت مناطق عدة في شمال شرق السودان ضربات بطائرات مسيرة تابعة للدعم السريع على مواقع حيوية، ما عقد أوضاع مئات الآلاف من السكان الذين يواجهون نقصا حادا في الغذاء.
كما نفذت قوات الدعم السريع خلال الأسبوعين الماضيين هجمات بمسيرات استهدفت بنى تحتية مدنية في بورتسودان، التي تستضيف مئات الآلاف من النازحين وتتخذها الحكومة المؤيدة للجيش مقرا مؤقتا، شملت الميناء ومستودعات الوقود ومحطة الكهرباء الرئيسية.
ولا يزال السودان يشهد، منذ منتصف نيسان/ أبريل 2023، حربا مدمرة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أوقعت عشرات الآلاف من القتلى وأجبرت 13 مليون شخص على النزوح، في أزمة إنسانية تعدها الأمم المتحدة الأسوأ في التاريخ الحديث.
فرانس24/ أ ف ب