يعيش مواطنو أحياء منطقة صالحة في مدينة ام درمان أوضاعا كارثية بسبب الحصار المفروض عليهم من قبل قوات الدعم السريع والقصف من الجيش للمنطقة من وقت لآخر.
وتدور اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع في محيط جامعة أم درمان الإسلامية شمال الصالحة، وأحياء الشقلة والبنك العقاري، في محاولة من الجيش لاستعادة السيطرة على المنطقة التي تُعد من آخر معاقل الدعم السريع جنوب أم درمان.
وتتفاقم الأوضاع المعيشية والإنسانية بسبب غلق الأسواق والمحال التجارية والصيدليات والمراكز الصحية، وفشل العديد من المواطنين في الخروج بسبب عدم وجود أماكن بديلة يلجئون اليها لعدم توفر الموارد المالية، والبعض منهم ظلوا في منازلهم يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب والاختطاف بسبب الاعتداءات المتكررة عليهم واسرهم، فيما اضطر الكثيرون للنزوح بعد دفع مبالغ مالية كبيرة للدعم السريع لتأمين خروجهم لمناطق آمنة. ويقول احد المواطنين فضل عدم ذكر اسمه لـ(مداميك) إنه فقد 2 من أبنائه بعد اعتقالهم واقتيادهم لأماكن مجهولة.
وأضاف: “سمعنا من أحد الأسرى ممن تم الافراج عنهم ببعض المعتقلات في الخرطوم ان احد أبنائه قتل والآخر لازالت اخباره مقطوعة منذ اكثر من عام ونصف، مبينا أن أبنائه مواطنين عاديين وليسوا عسكريين ولكن هناك من أوشى للدعم السريع بأن أحد إبن خالهم يتبع للجيش، وبسبب ذلك ظلوا يتعرضون لأقسى صنوف التعذيب لأنهم يريدون معرفة مكان ولد خالهم الضابط بسلاح الطيران.
وأبان المواطن ان مقاتلي الدعم السريع لم يقتنعوا وظلوا يترددون من وقت لآخر على المنزل ويتعاملون بعنف مع أفراد الأسرة.
وتابع: “قال لنا الرجل انه انه اضطر مؤخرا لمغادرة المنزل للحفاظ على حياتهم”. ولازال المواطنون بمناطق صالحة المختلفة تمارس ضدهم كل أنواع العنف والتعذيب وهناك من اضطرته الظروف للتعايش مع الدعم السريع بعد ان فقدوا امالهم في حمايتهم.
وقالت إحدى المواطنات انها اضطرت لصنع الاكل لافراد من الدعم السريع حيث يقومون بجلب الخضار واللحوم لها يوميا، وتقوم بإطعام اطفالها.
وأضافت ان الوضع الصحي في غاية السوء بسبب تدهور الوضع البيئ وتراكم النفايات الأمر الذي ادى لانتشار الامراض وتزايد الاسهالات المائية والكوليرا لعدم توفر مياة الشرب الصالحة، مبينة هناك نقص حاد في توفير الادوية اللازمة فضلا عن موجة الغلاء الطاحنة في أسعار السلع الاستهلاكية والاساسية.
وكانت لجان مقاومة صالحة حذرت من انتشار متسارع لوباء الكوليرا في ظل انعدام كامل للأدوية، وإغلاق جميع الصيدليات خوفًا من النهب والاعتداءات، لافتة الى أن هذا الواقع المأساوي أدى إلى تزايد كبير في أعداد الوفيات خلال الأيام الماضية.
وكانت المنطقة شهدت اعدام الدعم السريع لنحو 31 مواطنا بتهمة العمل مع الجيش، إذ جمعتهم في احد شوارع المنطقة ثم أطلقت النار عليهم.