وأضاف الخبراء في بيان: “نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير المروّعة عن حالات عنف جنسي واختطاف وقتل تستهدف النساء والأطفال، بما في ذلك في مخيمات النزوح، ما يكشف عن حملة ممنهجة ووحشية ضد الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع السوداني”.
وأوضح البيان أن “العنف الجنسي لا يزال يُستخدم بشكل منهجي كسلاح حرب في السودان”.
ويعيش السودان منذ أبريل/ نيسان 2023 حربًا دامية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو “حميدتي” تسبّبت في مقتل عشرات آلاف المدنيين ونزوح 13 مليونًا، وأزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة من الأسوأ في هذا البلد الذي يعد نحو 50 مليون نسمة.
وقسمت الحرب البلاد إلى مناطق نفوذ حيث يسيطر الجيش على وسط السودان وشماله وشرقه، بينما يسيطر الدعم السريع وحلفاؤه على معظم إقليم دارفور في الغرب وأجزاء من الجنوب.
وفي هذا السياق، تواجه النساء والفتيات خصوصًا خطرًا متزايدًا للتعرض للاغتصاب الجماعي والاستعباد الجنسي والزواج القسري، كما حذرت مجموعة من تسعة خبراء مستقلين من الأمم المتحدة.
وقال الخبراء ومن بينهم المقررون الخاصون المعنيون بالعنف ضد النساء والفتيات والتعذيب وأشكال العبودية المعاصرة، إنه تم توثيق ما لا يقل عن 330 حالة عنف جنسي مرتبطة بالحرب منذ مطلع العام.
وأكدوا أن الرقم الحقيقي على الأرجح أعلى من ذلك بكثير، مضيفين أنه يعتقد أن العديد من الضحايا اللواتي تعرضن للصدمة انتحرن.
وتابعوا أن “الناجيات يفكرن بشكل متزايد في الانتحار كوسيلة للهرب من أهوال الصراع المستمر”.
وأكّد هؤلاء الخبراء، المكلّفون من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لكنهم لا يتحدثون باسم المنظمة، أن هذه “الشهادات المروعة توضح حجم أزمة الصحة العقلية التي تعانيها النساء والفتيات”.
وتحدثوا أيضًا عن “انعدام فرص الحصول على الرعاية والدعم، فضلًا عن الإفلات من العقاب الذي يتمتع به الجناة، خصوصًا في المناطق التي انهارت فيها أنظمة المساعدة تمامًا”.
كذلك، أشار الخبراء إلى ارتفاع كبير في التقارير المتعلقة بحالات الاختفاء القسري في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حيث يعتقد أن “العديد من النساء والفتيات اختطفن لأغراض الاستعباد الجنسي والاستغلال”.
وأوضحوا في البيان أن “الضحايا يُختطفن من مخيمات نازحين أو أسواق أو ملاجئ، في سياق انهيار أنظمة الحماية”.
وقال الخبراء: “إن النطاق المروع للعنف الذي ما زالت النساء والفتيات يعانينه، يشكل شهادة مقلقة على تآكل آليات الحماية خلال النزاعات”. ودعوا المجتمع الدولي”للتحرك بشكل عاجل لوقف هذه الدوامة”.