آخر الأخبار

بورتسودان تحت النار: المسيّرات تقصف منشآت حيوية.. فهل ينهار ما تبقى من الاقتصاد؟

شارك

الراكوبة: رشا حسن

تعيش مدينة بورتسودان الساحلية، التي كانت توصف بأنها آخر معاقل الاستقرار في شرق السودان، على وقع تصعيد خطير ومتواصل لليوم السابع على التوالي، بعد أن تعرّضت لهجمات متكررة بالطائرات المسيّرة طالت منشآت حيوية وحساسة، أبرزها مطار بورتسودان الدولي، ومستودعات الوقود الإستراتيجية، ومحطة التحويل الكهربائية الرئيسية التي تغذي أجزاء واسعة من المدينة.

وفي ظل هذا التطور الخطير في الحرب اكتفت وزارة الطاقة والنفط بتصريح مقتضب أكدت فيه أن الخسائر لم تُقدَّر بعد، مع وعد بنشر التفاصيل فور توفرها. أما الحكومة السودانية، فقد بدت حريصة على بث رسائل طمأنة، إذ قال وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة، خلال زيارة ميدانية لمستودعات الوقود بالميناء الجنوبي، إن “قوات الدفاع المدني وكافة الأجهزة الأمنية تؤدي واجبها على أكمل وجه”، في محاولة لاحتواء حالة الهلع المتصاعدة وسط السكان.

لكن تلك التصريحات لم تكن كافية لوقف موجة القلق وسط المواطنين، حيث اصدرت وزارة الطاقة بيان أكدت فيه استقرار إمدادات المشتقات البترولية وتوفرها بجميع المحطات، نافية وجود أي أزمة في التوزيع حتى الآن.

وفي ظل هذا التصعيد، يبرز سؤال ملح: هل سيؤثر استهداف مستودعات بورتسودان على اقتصاد السودان المنهك أصلًا؟ سؤال تطرحه التطورات الميدانية بقوة، مع تحذيرات من أن أي اضطراب في إمدادات الوقود أو حركة التجارة عبر الميناء، قد يفتح الباب أمام أزمة اقتصادية جديدة تفوق قدرة البلاد على التحمل.

اقتصاد مهدد

في هذا الصدد، تقول رئيسة القسم الاقتصادي بصحيفة التيار، سعدية الصديق، إن استهداف مستودعات النفط في العاصمة الإدارية للبلاد بمسيّرات الدعم السريع يشكّل خطراً على الاقتصاد القومي، وزيادة في معاناة المواطنين، خاصة أن أي ضرر في الوقود (بنزين، جازولين، غاز الطهي) سيشكّل إزعاجاً كبيراً في تلبية الطلب الداخلي على الوقود والغاز.

وأشارت سعدية، في حديثها لـ”الراكوبة”، إلى أن استهداف الدعم السريع لهذه المنشآت قد يؤثر على وفرة الوقود، وحركة النقل العام والخاص، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات نتيجة زيادة تكلفة النقل. وأضافت أن القطاعات الزراعية والصناعية كلاهما يعتمدان على الوقود، وأي نقص فيه سيؤثر مباشرة على الإنتاج والأسعار.

وأوضحت أن لذلك تأثيراً مباشراً أيضاً على الخدمات الصحية والتعليمية، لا سيما المولدات الكهربائية، حيث تعتمد بعض المؤسسات على الجازولين، واستهداف الوقود سيقلل من كفاءة هذه الخدمات الحيوية.

حرب اقتصادية
بينما يرى الخبير الاقتصادي، هيثم فتحي، أنه من المرجَّح أن الدعم السريع يعلن عن هذه العمليات ليؤكد تبنّيه لنهج الضغط الاقتصادي وخلق فرصة لتنفيذ عمليات استنزاف مكثفة. وأضاف أن ما حدث خلّف خسائر كبيرة، إذ أدى استهداف مسيّرات الدعم السريع لمحطات الكهرباء ومستودعات الوقود والغاز في عدد من المدن الكبرى إلى أضرار فادحة.

وقال فتحي، في حديثه لـ”الراكوبة”، إن هذه الهجمات تعقّد من الوضع الاقتصادي في البلاد، وتفاقم اختلال الميزان التجاري، وتضرب أحد أهم القطاعات التي تكلّف الحكومة عملات صعبة. ولفت إلى أن الهجمات ليست إلا خطوة ضمن سلسلة حرب ممنهجة تشنها الدعم السريع على السودان وعلى ممتلكات الشعب السوداني ومصادر رزقهم.

وأضاف أنهم نهبوا الاحتياطات النقدية من الذهب والعملات الأجنبية التابعة للحكومة، كما يستمر الهجوم على المرافق الحيوية في محاولة للسيطرة على آبار ومناطق وأنابيب النفط. وأشار إلى أن تدمير المنشآت النفطية والمرافق المدنية والصناعية والتجارية سيتسبب في مزيد من التضخم والانهيار لقيمة الجنيه السوداني أمام العملات الصعبة، خاصة عندما يزداد اختلال الميزان التجاري نتيجة انخفاض الصادرات السودانية عبر موانئ البحر الأحمر، والتي تُعد من أبرز مصادر العملة الصعبة للبلاد.

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا