جلست نجلاء أحمد وسط مجموعة من الأمهات والأطفال تحت أشعة الشمس الحارقة، ووصفت لحظة هجوم عناصر قوات الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين في دارفور، حيث نهبوا المنازل وأحرقوها تحت وابل القذائف وتحليق الطائرات المسيرة في السماء.
وفقدت نجلاء أثر معظم أفراد عائلتها أثناء فرارها. وقالت “لسه لهسه ما أجو .. لا أمي لا أبوي لا أخوي ولا أخواني ولا جدي جئت إلا مع ناس أغرباء”.
وهي واحدة من ستة ناجين أخبروا رويترز عن عمليات حرق وإعدام خلال الهجوم.
واستولت قوات الدعم السريع، بعد عامين من صراعها مع الجيش السوداني، على المخيم الضخم في شمال دارفور قبل أسبوع، في هجوم تقول الأمم المتحدة إنه أسفر عن مقتل 300 شخص على الأقل ونزوح 400 ألف.
ولم ترد قوات الدعم السريع على طلب للتعليق لكنها نفت الاتهامات بارتكاب انتهاكات، وقالت إن المخيم استخدم قاعدة للقوات الموالية للجيش. ونددت المنظمات الإنسانية بما حدث ووصفته بأنه هجوم استهدف مدنيين يواجهون بالفعل مجاعة.
وتمكنت نجلاء أحمد من إيصال أطفالها إلى بر الأمان في طويلة، وهي بلدة تبعد 60 كيلومترا عن زمزم وتسيطر عليها جماعة محايدة، وتقول إن هذه هي المرة الثالثة التي اضطرت فيها للفرار من قوات الدعم السريع في غضون أشهر.
وأضافت أنها رأت سبعة أشخاص يموتون جوعا وعطشا وآخرين توفوا متأثرين بجراحهم في رحلة فرارها الأحدث.
ونشرت قوات الدعم السريع مقاطع فيديو لعبد الرحيم دقلو نائب قائد القوات شبه العسكرية وهو يعد بتوفير الطعام والمأوى للنازحين في المخيم الذي ظهرت فيه المجاعة في أغسطس آب.
رويترز